للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ثامن عشر محرم ركبوا نفضين على المدينة قرب سيدي الحسن الدراوي، ورموا في ذلك اليوم نحوًا من أربع وعشرين كورة، وبالغد وقع قتال كبير على جميع الأبواب خصوصا باب الفتوح، لأنهم أرادوا أخذ البستيون وجاءوا إليه بالسلاليم فانهزموا، ومات من أهل فاس نحو العشرين ورموا في ذلك اليوم كورا كبير.

وفي اليوم الموفي عشرين رَمَوْا نحو خمس وأربعين كورة، وبالغد رموا نحو العشرين.

وفي يوم الأحد الثاني والعشرين وقع قتال عظيم عند سيدي الحسن الدراوي، وفيه مات الحاج عبد الرحمن المفرج قائد الأندلس ونحو العشرين رجلا بين قتيل وجريح.

وفي السادس والعشرين وقع قتال عظيم بوادي المالح بباب الجيسة من الضحى إلى الظهر مات فيه من أهل فاس ثلاثة، وجرح ستة ومن الغير عدد كثير، ورموا في ذلك اليوم من الكور والبمب عددًا كثيرا في كورة واحدة نحو سبعه أرباع، وركبوا بقصبة شراكة بالخميس أربعة عشر نفضا وكانوا يرمون بها ليلا ونهارا من كل جهاتها وأحاطوا بها بأشبارات، فكان بينهم وبينها أقل من رمية بمكحلة، وربما كان رصاصهم يبلغ سطح الدور من بعض جهاتها فيصيب من يكون بالأسطحة، ووقع ضيق عظيم بالمدينة وهدم بالبمب كثير، ومات كثير من النساء والأطفال ومن لا يستطيع منعا ولا دفعا من الرجال العاجزين عن القتال، ونهب أهل الحلة المرس الكبير الذي بين سيدي على بن حِرازهم (١) وسيدي الحسن الدراوي إلى سور المدينة وحطبوا الأشجار وتجلدوا على دخول فاس، وأخلي من المدينة الدور التي يصل إليها الرمي بالكور والبمب واقتصروا على سبكني ما لا يصل إليه، ورتب أهل فاس الحرس على الأسوار وحفروا واديا خارج السور


(١) تحرف في المطبوع إلى: "حرازم" وصوابه لدى السبكنى في طبقاته ٦/ ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>