وفي ثامن عشر رجب جاء كتاب السلطان برد سيدي أحمد الشدادي للقضاء، وعزل المشاط وقرئ على المنبر وفرح الناس.
ثم بعد إبرام الصلح مع أهل فاس مرض المترجم قيل خرج من فاس صحيحا وابتدأه المرض بمكناس، وقيل خرج من فاس مريضا حمله العبيد في المحفة لمكناس، وعلى هذا القول أعني الثاني اقتصر في نشر المثاني (١).
ولما اشتد به المرض أرسل إلى أخويه سيدي محمد بن عريبة ومولاي سليمان ابن الجامعية -على ما قيل- وجماعة من العبيد أهل مشورته وأمرهم بقتل أخيه المولي عبد المالك ليلا من غير أن يشعر به أحد، فخنقوه ليلة الثلاثاء الموفي ثلاثين من رجب وغسلوه بالماء البارد على لوح بِمِيضَأة جامع الزيتونة.
ولما قتل مولاي عبد المالك شهيدا -رحمه الله- وشاع الخبر في الناس منهم من صدق الخبر ومنهم من أنكره، وكانوا يتبايعون بالأجل الذي هو ظهور مولاي عبد المالك حتى أفضي الأمر إلى إخراجه من قبره برد الله ثراه ووضعه على الشافر حتى شاهدهْ الخاص والعام وزال الريب.