للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يتركوا أحدًا يخرجه كائنا من كان، ثم دخل اللمطيون على مولاي عبد المالك وخيروه في المقام بالضريح الإدريسي والخروج مع العبيد، فاختار الخروج مع العبيد.

ولما ذهب معهم للمحلة أرسلوه لفاس الجديد وتلاقي مع أخيه مولاي أحمد، فتأدب له ونزل عن فرسه وعانقه وسلم عليه وأعطاه مضمة من الذهب وفرسا سرجه ذهب وأنزله بدار ابن شقرة ففرح الناس بذلك.

وفي الغد -وهو الثاني والعشرون من الشهر- بعث مولاي أحمد أخاه مولاي عبد المالك لمكناسة مسجونا فأصاب الناس كدر لا يعلمه إلا الله.

وفي هذا اليوم ذهب أعيان فاس إلى فاس الجديد وصلوا معه الجمعة وفرح بهم وأخذوا بخاطره وقدموا له هدية وشكروا فعله وسرح لهم المساجين الذين كانوا بمكناسة بالدهاليز، وأمر أهل فاس بالصلح مع الوداية فاصطلحوا، وفي الغد وهو يوم السبت فتحت أبواب فاس كلها وأمن الناس بعضهم بعضا.

وفي يوم الاثنين الرابع والعشرين قلعت المحلة ورحلت وذهب السلطان لمكناسة بعد الزوال، وودعه أهل فاس، وبعد ثمانية أيام ذهب أهل فاس إلى مكناسة طالبين من السلطان أن يرد عليهم ما نهبه لهم الودايا من الخماسي البلدي الذي كان بالبرج بفاس الجديد على يد القصارين فلم يرده لهم.

وفي يوم الاثنين ثالث رجب جاء الفقيه السيد إدريس المشاط من عند السلطان، أنه عزل سيدي أحمد الشدادي عن خطة القضاء وولاها له فلم يقبله أهل فاس.

وفي الرابع عشر رجب جاء المشاط لجامع القرويين وصلى الظهر وجلس بمقصورة القضاء ليحكم بين الناس، فدفع عليه جماعة اللمطيين فقام هاربا.

<<  <  ج: ص:  >  >>