يشتري أحد منهم سلاحا ولا غيره، ومن اشتري منهم شيئا لزمته العقوبة، ونودي ثانيا لما دخل مولاي عبد المالك لحرم مولاي إدريس أن لا يدخل عليه أحد.
وفي عشية هذا اليوم جاء كتاب من عند الذهبي بأنه سامح أخاه وشفع فيه أهل فاس، أنه إن أراد الخروج من الحرم الإدريسي والذهاب لتافلالت فله ذلك، ولما أخبر مولاي عبد المالك بذلك امتنع من الخروج وقال: إني في حرم الله ولا حاجة لي بالملك، فشهد عليه بذلك وأرسلت الشهادة للذهبي.
ثم إن مولاي عبد المالك سمع ممن لا خلاق له من أهل فاس يقول في حقه: إن هذا الحرم لا يجير عاصيا، وسمع أن بعض الطلبة الذين أفتوا بخلعه أفتوا بإخراجه من الضريح الإدريسى، فبعث أحد أولاده لعبيد مشرع الرملة يطلب منهم لأمان لنفسه ويخرج معهم فأجابوه كتابة لذلك.
قال ابن إبراهيم: وفي ضحي يوم الخميس الحادي والعشرين من جمادى الأولى قدم الباشا سالم الدكالي رئيس العييد ومعه نحو الخميس من أكابرهم ودخلوا لحرم مولانا إدريس وتكلموا معه وأعطوه الأمان وأنهم لا يغدرونه، فخرج معهم قرب الزوال مع جماعة من أصحابه وكلهم على خيلهم ولما كان مولاي عبد المالك عند السقاية التي بزنقة الحرم الإدريسي لقيه بعض الأندلسيين فقال له نريد من سيدنا السماح فقال لهم: هذا السيد بيني وبينكم وانصرف.
وكان الذي جد في خلعه هم الأندلسيون، وكنا نسمع أن الذهبي بعث إليهم بدراهم كثيرة فاقتسموها بينهم وكانت العامة تقول: أهل الأندلس باعوا سلطانهم بالفلوس.
ولما كان اليوم الذي دخل العبيد للحرم الإدريسي بقصد إخراج مولاي عبد المالك ضج الناس بالمدينة وسد بعضهم الدروب وتحزب اللمطيون وحلفوا أَن