العسات فيقولون: هل تعلمون الشرع أم لا؟ فيقولون: نعم، نعمل الشرع، فيقولون إن الشرع حكم بإخراج مولاي عبد المالك ونصر الذهبي أخيه حتى طافوا بذلك الموجب على جميع أسوار المدينة فتغير الناس بسبب هذا الفعل أشد التغيّر (١)، وبقي الأمر كذلك إلى يوم الجمعة الخامس عشر من الشهر وجاءت غوغاء الأندلسيين إلى أئمة المنابر وأمروهم أن لا يخطبوا بمولاي عبد المالك، فبعضهم ترك نصره على المنبر، وبعضهم نصره، وبعضهم قال: اللهم انصر من نصره الحق المبين، واختلفت الكلمة وكثر الهرج والقيل والقال بين الفريقين، وكاد الأمر يعظم وغلت الأسعار خصوصا الصابون بيع بخمس موزونات للرطل.
ثم اجتمع الأندلسيون واللمطيون بمدرسة الصارفين ليلا وأظهر الذين أرادوا خلع مولاي عبد المالك حجتهم وسكت المخالفون لهم فدل سكوتهم على موافقتهم وانفصل المجلس في الحين.
وفي يوم السبت السادس عشر اجتمع رؤساء الأندلسيين منهم الحاج عبد الرحمن المرابي، والحاج محمد الأندلسي، والحاج محمد يويجر، وأحمد بن عبد الوهاب الغرناطي، والمجذوب اقلال اللمطي، والحاج أحمد بودة اللمطي بروضة سيدي محمد بن عباد مع من وافقهم من طلبة الوقت وكتبوا كتابا لمولاي أحمد الذهبي واشترطوا عليه شروطا إن وفي بها خلعوا أخاه ونصروه وبعثوا له ذلك الكتاب، وبالغد أجابهم بأنه قبل ما شرطوه وذهب إليه جماعة من العلماء والأشراف وأهل الحل والعقد ففرح بهم فرحا شديداً ووعدهم خيرا.
وفي يوم الاثنين الثامن عشر قدموا من عند مولاي أحمد ومعهم كتاب لأهل فاس يشكر فعلهم ويحبذ صنيعهم ويعلن بمسامحتهم فيما صدر منهم ورد القائد المحجوب عليهم فقرأ الكتاب بصحن القرويين وأعلنوا بنصره.
ومن الغد نودي بالأسواق على المخازنية الذين مع مولاي عبد المالك بأن لا