حسن وغيرهم ودفعوا على القلة من باب الجيسة، مات منهم من (١) لا يحصي، ومن فاس نحو العشرين.
ثم في يوم الأحد الرابع والعشرين منه وقع القتال بباب عجيسة، وبالوادي المالح، وبناحية القلل وامتد من الضحي إلى العصر، ومات من أهل فاس نحو الثلاثين، منهم القائد عبد الوهاب الغرناطي. ومن الفريق الآخر من لا يحصى. هـ بنقل "صاحب الدر المنتخب".
ولما اشتد الأمر وطال وكثر الهرج والمرج وعظمت المصائب، واشتعلت نيران الفتن من كل جانب، واشتبكت وارتبكت، والمترجم وحاشيته مجدون في مراودة أهل فاس عن الخروج عن طاعة المولي عبد المالك والرجوع إلى طاعة المترجم، واختلفت آراء الأعلام والعوام في ذلك أفتي الفقيه سيدي محمد ميارة بأنه لا يحل الخروج عن طاعة مولاي عبد المالك ووافقه على ذلك الفقيه أبو عبد الله محمد ابن عبد السلام بناني وأبو عبد الله محمد بن زكري، وخالفهم أبو العباس أحمد ابن مبارك الفيلالي اللمطي قائلا بوجوب خلعه ودفعه لأخيه المتغلب، لأنه لا قدرة له على مقاومته، وبقي الأمر يروج ومال اللمطيون إلى فتوي ميارة ومن وافقه، والأندلسيون إلى فتوى ابن المبارك ومن تبعه كأبي العلاء إدريس المشاط وأبي الحسن على الحريشي.
وفي ضحى يوم الإثنين رابع جمادى الأولى ذهب مولاي عبد المالك إلى زاوية سيدي عبد القادر الفاسي موهما أنه يزور وقصده الكلام مع الأندلسيين والأخذ بخواطرهم فلم يلتفتوا إليه على عادة الغوغاء في الرجوع عن أقوالهم.
قال العلامة ابن إبراهيم الدكالي في "تقاييده التاريخية": ثم إن بعض الطلبة اجتمعوا بجامع الأندلس مع الفقيه السيد أحمد بن مبارك وكتبوا موجبا بإخراج مولاي عبد المالك وعزله ونصر الذهبي، وجعلوا يطوفون به على الناس في