للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينسلون إلى أسوار المدينة، وجاء العبيد بسلاليم كل سُلَّم (١) يسع عشرة رجال في الدرجة الواحدة، وكانوا حفروا مينة تحت بعض الأسوار قرب سيدي الحاج بودرهم، وجعلوا فيها البارود وأوقدوا فيها النار، وكان من لطف الله أَن صعد السور بالبارود ورجع لمحله ولم يعمل فيه البارود صدعا فرجع العبيد في قيود الحزن ترتاع ولم ينالوا شيئًا (٢).

ولما بدا النهار ووضعت الحرب أوزارها وجدت قتلي العبيد صرعي على كل ناحية، وأكثرهم بباب الفتوح، وهم عدد كبير. ومات من أهل فاس نحو الخمسين منهم الطالب عبد الواحد الجامعي، والطالب مسعود بن محمد الفيلالي، والسيد علال التونسي (٣).

فمن هذه الوقعة أيس العبيد من دخول فاس عنوة، واستبشر أهل فاس وزال عنهم الفزع.

ثم صرف العبيد وجهتهم إلى استعمال الحيلة والمكيدة، وإرسال الكور والبمب (٤)، وطال الأمر وانقطع من يقوم بدعوة مولاي عبد المالك من كل موضع إلا بفاس، وانقطع عنها اللحم والصابون وجميع ما يجبي إليها من خارجها إلا الزرع والإدام كانا بها [كثيرا في هذا الحصار] (٥).

وبقي كل من الريفيين مصابراً للآخر إلى سادس عشر ربيع الثاني، جاءت محلة عظيمة ونزلت على فاس قائدها الباشا مساهل وهم أخلاط ملتقطون من بني


(١) في المطبوع: "كل سلوم وبجانبها كلمة (كذا) والمثبت من مختار الصحاح، وفيه: المسلم، بفتح اللام واحد السلاليم التي يرتقى عليها.
(٢) نشر المثاني - ص ٢٠٢٠ في موسوعة أعلام المغرب.
(٣) نشر المثاني - ص ٢٠٢٠ في موسوعة أعلام المغرب.
(٤) في نشر المثاني: "البنب".
(٥) نشر المثاني - ص ٢٠٢٠ في موسوعة أعلام المغرب، وما بين حاصرتين منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>