للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تموت وأنت مقبل على الله عَزَّ وَجَلَّ وهو أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وفقك الله لما يحبه ويرضاه وسخرك لخلقه ولا أدار عليك رحي المحنة، على قطب الفتنة، وصلي الله على سيدنا محمَّد وعلى آله فرحم الله امرءا نظر لنفسه وعمل ما يخلصه عند ربه.

فلما وصل كتابه هذا للسلطان أبي عنان رحمه الله أيس من لقائه واشتد حزنه وقال: هذا ولي من أولياء الله حجبه الله عنا.

وقد أجابه أبو عنان عن هذا الكتاب بما لفظه:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، صلى على سيدنا محمَّد وعلى آله وسلم، من عبد الله المعترف بذنبه، الراجي رحمة ربه، فارس أمير المؤمنين بن على بن عثمان ابن يعقوب بن عبد الحق وفقه الله عَزَّ وَجَلَّ لطاعته، وجعله بفضله من أهل جنته، إلى وليي في الله وناصحي في ذات الله عَزَّ وَجَلَّ الولي العالم الزاهد الخاشع أبي العباس أحمد بن عمر بن محمَّد بن عاشر، أمتع الله بحياته أولياءه، ونفع بصالح دعواته أصفياءه، وأبقاه ذخرا للمسلمين ونوراً يهدي إلى سبيل المتقين، وبعد حمد الله بارئي النسم، على تتابع النعم، والسلام على سيدنا محمَّد خاتم أنبيائه ورسله إلى خيرة الأمم، وعلى آله وأصحابه ليوث الهيجاء ونجوم الظلم، فإنه وصلني كتابكم الذي ذكرتني بموعظته، وعرفتني مصالح نفسي بنصيحته، أعرب بلسان الصدق، ودعا إلى سبيل الحق، وأيقظ من النومة، ونبه من الغفلة، فجزاك الله خيرا يا أيها القاصد وجه الله العظيم في سره وجهره، الواقف عند حدوده عَزَّ وَجَلَّ في أمره ونهيه، لقد نصحتني وما غششتني، وندبتني لسعادتي وما كذبتني، فالله أسأل أن ينور بصيرتي، ويأخذ للخير بناصيتي، ويسلك بي فيما قلدني سبيل أوليائه المتقين. ويعينني على القيام بأمور عباده المسلمين.

وهأنا إن شاء الله تعالى أجتهد في كف أيدي الظالمين، وأبذل جهدي في

<<  <  ج: ص:  >  >>