قال: وخرجت على يده تلاميذ نجباء أخيار وطريقه أنه جعل إحياء علوم الدين نصب عينيه واتبع ما فيه بجد واجتهاد، وصدق وانقياد.
قال هو غيره: ولم يكن قوته إلا من نسخ "عمدة الأحكام" في الحديث وكان معجبا بهذا التأليف مؤثرا لحفظه وفهمه كثيرا ما يندب إخوانه لذلك، وكان يقوم على حفظه وربما أقرأه تفهما لكثير من أصحابه ينسخ منه ثلاث نسخ في السنة غالبا ويسفرها بيده، وربما صنع لها أغشية من جلد بيده ويبيعها ممن يعرف طيب كسبه بدينار من الذهب العين للنسخة ولا يأخذ إلا قيمتها.
ولم تزل حالته وبركته في زيادة إلى أن توفي قال ابن عرفة: ما في زماننا مبرر إلا هو وأبو الحسن المنتصر.
قال ابن عاشر الحافي في "تحفة الزائر": رحل يعني المترجم له وحج ثم آب للمغرب فقدم فاسا المحروسة وأقام بها مدة ثم ارتحل إلى مكناسة. اهـ.
وفي "درة الحجال" رحل إلى مكناسة واستوطنها مدة وكانت بها إحدى أختيه والثانية بشمينة، وكان أبو عنان يجري على التي كانت بمكناسة جراية تعيش بها، ثم انتقل إلى سلا وقرأ القرآن والعلم ببلده شمينة، ثم انتقل منها إلى الجزيرة الخضراء وأقام بها زمانا مشتغلاً بتعليم كتاب الله ولقي الأكابر من أهل المقامات كمسعود الأبله -الرجل الصالح- قال وبإشارته خرج من الخضراء.
وفي تحفة الزائر أنه نزل برباط الفتح بعد انتقاله من مكناسة دهرا طويلاً بزاوية الشيخ العظيم الشأن سيدي عبد الله اليابوري، ثم انتقل للعدوة الأخرى من سلا فنزل بها بزاوية الشيخ أبي زكرياء الكائنة بقرب الجامع الأعظم وبدار المقدم عليها إذ ذاك أبي عبد الله محمَّد بن عيسى تلميذ أبي زكرياء المذكور، وكل ذلك بعد وفاة الشيخ اليابوري. اهـ.