لذ به متوسلا تبلغ المأ ... مول في القرب من رحيم جواد
وقوله في سنة ست ومائة وألف:
أراعك أن شمت الطلول الدوارسا ... كأن لم تري فيها البدور الأوانسا
وهل هاج منك الدمع لما رأيتها ... تذكر ظبي كان قبل مؤانسا
نعم رحل الأحباب منها وأودعوا ... جوي للحشا في كل وقت ملابسا
بكيت فلم تطف المدامع لوعتي ... وأصبحت من شوق من الصبر آيسا
وما كنت أدري البين حتى تحملوا ... ولا كنت من قبل التفرق عابسا
ولما استقلوا ظاعنين وخيموا ... بسلع أراني بعد ذلك ناكسا
كأني من شجو فقدت ابن ناصر ... ولم أر شيخا شامخ المجد رائسا
وقوله من قصيدة:
إذا أنا باينت البلاد وأهلها ... وفارقت أهلي وابنعدت عن الولد
ومت على دين النبي محمَّد ... فقد نلت آمالي وما خفت من كمد
نثره: من ذلك قوله في طالعة الجزء الثالث من ديوانه الشعري ولفظه: "الباب الرابع من أبواب هذا الكتاب الشامخ المقدار، في ذكر ما فتح الله به علينا من مستملحات الأشعار، وهو باب اتسعت دائرته، وقويت عارضته، وجمع من رقيق المعاني، ودقيق البيان اللساني ما فيه مستراح للألباب، وارتاح للأحباب، فما شئت من جد مفروغ في قالب الهزل منسوج على منوال الجد الرفيع، فروضته الغناء لا تنفد أزهارها, ولا تفرغ من الثمار أشجارها، دانية المرام، غير مستصعبة على الأفهام، وقد رأيت أن أبتدئه بقصائد نبويات وأخري بذكرى الصالحين مشرفات، ثم أسكبه سكبا، وأذكره فاكهة وأبا، متاعا لكم ولأنعامكم، ونزهة لأرواحكم وأجسامكم، والله المستعان، وعليه التكلان.