الأشراف، ما لفظه: قاضي الجماعة بالحضرتين الإدريسية والمولوية شيخنا أبو العباس مولانا أحمد بن عبد المالك، له مشاركة في الفقه والتصريف واللغة مع المعرفة التامة بصناعة القضاء والوثائق واستحضار نصوص المختصر وقضايا التاريخ والأدب. انتهى.
وكان متوليا خطبة العدالة بهذه الحضرة المكناسية، ثم ولاه السلطان أبو الربيع مولانا سليمان عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف ورشحه لخطبة جامع قصبته المولوية أوائل محرم فاتح سبعة -بموحدة- وثلاثين ومائتين وألف، حسبما وقفت على تاريخ التوليتين بخط يده ومنه نقلت، وقد كان قبل ذلك من عدول مكناسة المبرزين، متصدرا للشهادة وقفت على عدة رسوم بخطه وشهادته وكثير من خطاباته والتسجيل عليه.
وكانت توليته لقضاء فاس البالي وتأخيره عن قضاء مكناس فاتح شعبان عام سبعة وثلاثين ومائتين وألف حسبما ذلك بظهير السلطان أبي الربيع مولانا سليمان الصادر لولده خليفته مولاي الحسن، ودونك لفظه بعد الحمدلة والصلاة.
"ولدنا مولاي الحسن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فنأمرك أن توجه لحضرتنا العالية بالله قاضي مكناسة ولد عمنا مولاي أحمد بن عبد المالك بمجرد وصول كتابنا هذا إليك فورا فورا ليلاً أو نَهارا مع جروان أو مجاط، ومن أتى معه من البربر فقد سامحناه وأمناه وأهل مكناسة يجتمعون ويتفقون على رجل يرضونه لأنفسهم منهم أو من غيرهم، ويولونه عليهم، وأما مولاي أحمد فقد وليناه أمر القضاء بفاس البالي، وفي ثالث شعبان عام سبع وثلاثين ومائتين وألف".
ولم يزل على خطته بفاس إلى أن بويع المولى عبد الرحمن بن هشام ثم رجع لمكناس ناجي بنفسه من أذى غوغاء أهل فاس كذا في بعض التقاييد الموثوق بصحتها.