وقوله مخاطبا بعض بطارقة الملك وخاصته، وواسطة عقد جهابذ الوزراء من دولته، على لسان بعض من لا يصل لمحتاجه من الأمير، إلا بواسطة هذا الوزير، وقد بلغ به الاحتياج الغاية، والإملاق فوق النهاية:
عماد الملك ما أعلى منارك ... وما أجرى من الجدوى بحارك
بك القلم استطال على رماح ... فلا لسن يشق له غبارك
وصرت من المكارم في مقام ... تخذت به ذرى الجوزا وجارك
فكم طوقت من در الأماني ... مخانق عاطل أضحى جوارك
وإني مزقت ثوبي الليالي ... وأودت في نوائبها تدارك
فلا زالت تخاطبك المعالي ... هلم معظما يا بن المبارك
وقوله يرثي شيخه أبا حفص الفاسي:
الدمع يروي عن فؤاد الأكمد ... بمسلسل وبمرسل وبمسند
فاجعل حديث الدمع عندك حجة ... واطرح مقالة جاهل لم يرشد
وابك العلوم أصولها وفروعها ... وابك الدروس ولا تكن كالجلمد
وابك السماحة والصباحة والفصاحة ... والبراعة واليراعة تهتدي
وابك المجادة والجلالة والمكانة ... والمهابة والنزاهة تسعد
وابك المآثر والمفاخر والعلا ... وابك المواهب والمناقب تحمد
أو ما فقدت الدين والدنيا معا ... لما فقدت حياة أفضل سيد
عظم المصاب بفقد من ساد الألى ... قد أحْرَزوا رُتَب العلا والسودد
بحر المعارف والعوارف والهدى ... كهف المريد السالك المسترشد