عند سيدنا ونفذ له دارا بالصويرة، وكان محررا من الإعطاء على سلعه التي ترد على الثغر الصويري تأليفا له، وبقي على ذلك إلى أن لقي الله تعالى.
ثم خلفه من أولاده خلف أضاعوا تلك الوصايا، وأرادوا أن يعرضوا بلاد المسلمين للرزايا، ويبيعوا دينهم بدنياهم، فتواطئوا مع النصارى جنس الصبليون على البناء هنالك، فسمعت تلك القبائل المجاورة لهم بذلك واتفقت على قتالهم إن لم يرجعوا عن غيهم.
ولا يخفى ما يترتب على ذلك من الفتن والأهوال واتساع دائرة القتال، وعليه فيتعين الكلام مع الصبليول في هذا الأمر الذي يجر إلى ما لا يليق ليرجعوا عنه إن بدءوك بالكلام فيه وإلا فلا، ومن المعلوم أن أهل تلك البلاد من جملة رعيتنا وإيالتنا، فليس لأحد منهمَ أن يفعل في شبر منها ما شاء ولا تسلمها تلك القبائل ولو أفناهم القتال عن آخرهم، ومرادنا أن تبقي هذا الأمر مكتوما حتى يبدأك به الصبليول، فإن بدءوك به فتجد عندك ما تقول لهم وتردهم به، وها كتاب المرابط السيد الحسين الأليغي يصلك فطالعه لتعلم ما ذكر فيه، وإن ذكروا لك أن أهل تلك الجهة هم الطالبون لذلك والراغبون فيه فأجبهم بأن الأمر بخلاف ذلك وبأن قبائل تلك النواحي رمت ولد بيروك عن قوس واحدة، وليس معه أحد فيما رام فعله، واذكر لهم في ذلك ما يليق أن يذكر، وإن لم يذكروا لك شيئًا فلا تذكر لهم شيئًا، ونسأل الله أن يرد كيده في نحره وقد أخبر خديمنا الطالب عبد الله أبهي بمثل ما أخبر به المرابط المذكور، ونسأل الله أن يعجل بهلاكه آمين والسلام في ١١ من ربيع الأول عام ١١٢٧٨ هـ. من أصله بلفظه.
وأدى السلطان في استرجاع ذلك ابرات ٥٠٠٠٠ خمسين ألف حيزت من طنجة بعد أن كانوا طلبوا ريال ١٠٠٠٠ عشرة آلاف وقديما قيل إن للتأخير آفة ووقع الاتفاق على ذلك بشروط نصها: