عبد الجليل خليفة باشا فاس إذ ذاك بصفة كونه أمينا، والعدل السيد العباس التطواني آل أبي عبد الله ابن مرزوق دفين أصيلا، والنجار الطالب الحسين المباركي، والبناء الحاج موسى مارسيل الرباطي، والحاج محمَّد زنيبر السلوي الطبجي، والرئيس البحري وخمسة وعشرين عسكريا بقصد حيازة المرسى التي كان أحدثها الإِنجليز بطرفاية افتياتا وتمكينه مما كان صرفه على بناء ذلك المحل.
وذلك دار بوسط البحر محمولة على الأزهرية وهي على هيئة فندق بالفوقي والسفلي وبها هريان عظيمان لخزن البارود والقرطوس، وبسطح الدارستة مدافع وقصبة مربعة بها دور ثلاث إحداها كبيرة شبيهة بالمرسى المذكورة معدة لسكني رئيس تلك المرسى، والثانية صغيرة كان يسكنها البشير بن بيروك الودنوني، والثالثة يعمرها العسكر على هيئة قشلة إلا أنها بدون فوقي وبوسط القصبة خيام بعض العرب يدعون الأفيكات.
والسبب الوحيد في مد أعناق الأجانب للبناء بذلك الشاطئ هو بيروك الودنوني التكني والد البشير المذكور, وكان ذلك في دولة سيدنا الجد السلطان أبي زيد عبد الرحمن بن هشام حسبما وقفت على التصريح بذلك في ظهير أصدره السلطان سيدي محمَّد لصنوه المولى العباس ودونك لفظه:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمَّد وآله وصحبه وسلم تسليما ثم الطابع الفخم بداخله محمَّد بن عبد الرحمن الله وليّه.
"أخانا الأعز الأرضى مولاي العباس حفظك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد: فإن بيروك التكني كان على عهد سيدنا ومولانا قدسه الله تواطأ مع بعض النصارى على البناء بشاطئ أرضهم، فبلغ خبره لمولانا فوجه له نور الله ضريحه من ذكره وحلفه في المصحف الكريم على أن لا يعود لذلك. ولا يسلك مع الكفار تلك المسالك، وظهر منه من التوبة ما أوجب اعتباره ومراعاته