كانوا ينظرونه شزرًا من أخص المتأسفين، وقامت جملة الجرائد وأندية الشعب والأحزاب الساسية ومجلس الأمة ضد ما وقع من التعدي الشنيِع فلم يسع السفير المذكور إلا أن أبْرَقَ إلى جلالة السلطان مرسله بواسطة النائب أبي عبد الله محمَّد الطريس بما لفظه: إن ما يصلكم من التعدي على هو شيء لا أهمية له ولا يمس عاطفة الوداد الإسباني المغربي، ولا يرى جنابكم العالي إلا ما يسره فتقرر بمجلس النواب وشُورَى الوزراء أنه من شرف إسبانيا واللائق بنخوتها جبر خاطر السفير والاحتفال به كما يجب، وهكذا انقلبت لهجة الأمة كلها فكان لهذه الحادثة أثر عظيم في تعديل العقد المراكشي الممضي من الدولتين في ٢٤ أفريل ومن أهم تعديلاته إسقاط ١,٤٠٠,٠٠٠ ريال (دوروس) من ٢,٣٠٠,٠٠٠ التي كانت مقررة به، وبعد أن كان سيدفع بكيفية خاصة تعدل دفع المقدار في ستة أشهر الموالية للتعديل وعلى ما قرره مؤرخو الإسبان وصرحوا به في عدة مواضع أن دولة المغرب نجحت في هذه السفارة نجاحا لم يتقدم له مثيل.
ثم بعد هذا عينت له بأَخَرَةِ خصوصية تحمله لطنجة زيادة في إرضائه وتكرمته، ولما وصل طنجة ورجعت الباخرة غرقت بما فيها على مقربة من طنجة.
ولما رجع من مدريد رفع نتائج أعماله للمترجم فاستحسنها واستعظمها وأجازه باسم السلطان بخمسين ألف ريال (خمسمائة ألف فرنك) وسماه نائبا في جمعية السفراء بطنجة لسن قوانين إدخال الإصلاحات للمملكة، ولم يزل على وظيفه هذا إلى أن ختمت أنفاسه يوم الجمعة عاشر محرم عام ١٣١٥ موافق يوليو سنة ١٨٧٨.
استخلاصه طرفاية من الإِنجليز: وفي ثاني وعشري قعدة العام أوفد عن إذن السلطان لطرفاية صاحبنا الفقيه الميقاتي الحيسوبي السيد العلمي بن أحمد بن رحال بصفة كونه ميقاتيا والحسين بن خلوق الأودي بصفة كونه مهندسا، وإدريس بن