وآخرها شهر ربيع الأول الآتيان، وأمرني نصره الله بالكتابة لك بهذا وبأن المخزن له أن يوجه للمحل المذكور من الآن قبل أن يحوزه أناسا من قبله وحيث يريد توجيههم يعلمك لتمكنهم من كتابك لمن هناك من النجليزيين بقبولهم وختم في ١٦ من رمضان عام ١٣١٢".
وكان ذهاب هذا الوفد المذكورة أفراده في البابور المسمى بـ "التريكني" الذي كان اشتراه السلطان مولاي عبد العزيز ونفذت للوفد الكساوي بالصويرة.
وكان وصولهم لطرفاية زوال يوم ١٠ محرم فاتح ١٣١٣ فوجدوا الباخرة الإِنجليزية في انتظارهم حاملة سائر ما كان لهم من القوة بتلك المرسى، وبمجرد ما أرسى البابور في المرسى جاءتهم الساندة حاملة كبراء تلك المرسى الذين بيدهم الحل والربط من الدولة الإنجليزية فيما يرجع لذلك ثم توجهوا بالمكلفين الذين جاءوا من قبل السلطان للمرسى المذكورة بقصد تسليم البناء المحدث جميعه ودفع مفاتيحه، ولم يتركوا لهم من الشئون الحربية عدا المدافع والبارود والقرطوس ومركبا دقاوء، أي كبيرا وبعض المؤن وسافروا حينا لبلادهم.
وبقي الوفد المخزني بتلك المرسى ومكثوا هنالك نحو السنة وكانت المئونة تأتيهم من الصويرة على رأس كل ثلاثة أشهر.
ولما استقر بهم النوى وجه لهم الشيخ ماء العينين ولده أبا عبد الله السيادة وهو أكبر أولاده إذ ذاك وفي معيته صهره على ابنته الشيخ الأمجد وحفيده السيد المحفوظ في لفيف من الأتباع يهنيهم بسلامة القدوم ويستقدمهم عليه ووجه إبلا تحملهم إليه.
وكان وصول هذا الوفد إليهم صبيحة الاثنين ٢٢ محرم وأقام مع الوفد السلطاني أياما خمسة ثم لبوا دعوته، وكان نهوضهم يوم السبت ٢٧ محرم، ووصلوا لخيام الشيخ المذكور يوم الجمعة ثالث صفر وكانت المسافة التي قطعوها في