للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك في العشرة الثانية من القرن التاسع، فخلا المداشر وانجلى عنها أهلها، خلا من مداشرها اثنا عشر ألف مدشر والبقاء لله تعالى.

قلت: وهى واسطة عقد عواصم المغرب فاس ومراكش.

واقتصر ياقوت الحموى المولد الرومى الأصل البغدادى الدار المتوفى بحلب سنة ست وعشرين وستمائة في كتابه "معجم البلدان" على أنهار اسم جامع لمدينتين صغيرتين على ثنية بيضاء بينهما حصن [جواد] اختط إحداهما يوسف بن تاشفين والأخرى قديمة (١).

قلت: وكأنه يعنى بالقديمة تاورا المشتملة زمن عمارتها على الحمامات والمسجد الجامع، وغير ذلك مما يأتى لأن الخراب وإن وقع في مكناسة القديمة سنة خمس وأربعين وخمسمائة فإن تاورا وغيرها عمرت بعد ذلك إلى سنة ست عشرة وستمائة كما يأتى بحول الله فترقب، وقد كان ياقوت في هذا التاريخ موجودًا وتأخرت وفاته عنه بنحو عشر سنين كما تقدم.

لكن في "نشق الأزهار" لشمس الدين محمد بن أحمد بن إياس الحنفى ما نصه: أجل مدائن مكناسة مدينتان إحداهما تسمى تاقررت (٢) وهى مدينة مرتفعة عن الأرض، وشرقها نهر عليه أرحاء بالماء، وبها بساتين، وأهلها ذوو مال وثروة، وإليها ينسب عسل النحل المكناسى.

والمدينة الأخرى تسمى بنى زياد، وهى مدينة عظيمة لم يكن في المغرب أنزه منها وبها نهر يجرى في شوارعها وأسواقها ودورها، وبها حمامات وهى مدينة مشهورة.

وكتاب "نشق الأزهار" هذا فرغ مؤلفه من تأليفه في رابع عشر شعبان عام اثنين وعشرين وتسعمائة هجرية فصاحبه متأخر عن ياقوت، وقد صرح بأن ثانى


(١) معجم البلدان ٥/ ١٨١.
(٢) في المطبوع: "أكرارت" والمثبت رواية نزهة المشتاق ١/ ٢٤٤ التي ينقل عنها المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>