صممت المحال المخزنية على محاربتهم، ونهضت إليهم يوم السبت، وكانت الحرب بينهم سجالا في ذلك اليوم ثم رجعت المحال لمحل نزولها.
وفي عشية يوم الأحد ورد الفتان على التسول وقابل الجند المخزني، ثم أصدر أوامره لقبية الحايينة بمناوشتها القتال مع المحال السلطانية، فإذا ساقت إليه يأتون هم من خلفهم ويحولون بينها وبين الأخبية والأمتعة فيهجم عليهم هو وجنوده، فإذا انهزموا يجدون الحياينة من خلفهم فلا يجدون خلاصا، وإذا كان العكس وتقدموا يقع الطعن والضرب فيهم من ورائهم فيفشلوا وتذهب ريحهم على كلا الأمرين.
وفي يوم الاثنين مر المارق الفتان أمام المحال المخزنية كالمتفرج تقاد خلفه تسعة من عتاق الخيل مسرجة فرمتة المحال المخزنية ببعض قنابلها فلم يلتفت لذلك.
وفي يوم الثلاثاء بدأت المناوشة بين الجيشين مع الزوال، ثم اشتبك القتال وارتبك ودام إلى غروب الشمس، وكانت الكرة على المحال المخزنية وتشتتت شذر مذر، ودخلت فاسا مهزومة شر هزيمة، جلها حفاة عراة، واستولى الثائر على الأسلحة والخيام والمئونة والدواب، وكان هذا الحادث المحزن في رمضان، ولما دخلوا فاسا على الصفة المذكورة عظم المصاب ووقع أهل الديوان الملوكي في حيص بيص، ثم جهزوا محلة أخرى وأمروها بالتخييم بالمحل المعروف بالمطافي قرب وادي سبو، من قبيلة أولاد جامع، وخيمت أحزاب الفتان على ضفة وادي ايناون بثلاثاء النخيلة، وفي يوم الخميس ساقت إليه المحال المخزنية فانكسرت جموعه وترك جل ما كان أخذ من الحال المخزنية في الهزيمة قبل، وفر نحو عين مديونة، وهجم على المحلة المخزنية التي كانت منتظمة من الشراردة وشراكة فأوقعت به فهرب وترك موتى أحزابه صرعى فريسة للذئاب والغربان