تفسير القرآن ويتردد على العلماء ويحبب للمغفلين سيرة دولته، أوعز هذا الألمانى لبعض الأغبياء الساقطين أن الطبيب المذكور عازم على نصب الراية الفرنسية بمحله، وتلك دسيسة يدسها لهم، وحضهم على منعه من ذلك والتعرض له والقيام في وجهه ولو أدى الحال إلى قتله فإنه لا ينتطح عليه عنزان.
ثم بعد مدة أمر السلطان بتوجيه ولد العامل المذكور صديقنا الفقيه البركة السيد محمَّد للمحاكمة بطنجة، ثم بعد أخذ ورد وبحث وتنقير اتضحت براءة العامل من كل تهمة ألصقت بجنبه في قضية القتل، وأنه لا مسئولية عليه ولا على أحد من أولاده وعشيرته.
وبعد ذلك صدر الأمر بإلقاء القبض على المتهمين بالقتل فوقع القبض على خمسة عشر رجلًا، وأودعوا سجن مراكش، ثم نقلوا لسجن الصويرة وذلك في يوم السبت الخامس عشر من ربيع الثاني ثم نقلوا لسجن طنجة، ثم ردوا لسجن الصويرة بطلب من النائب الفرنسى بها حسبما وقع التصريح بذلك في ظهير سلطانى، ودونك لفظه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكريم:
"خديمنا الأرضى القائد عبد الرحمن بركاش وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله، وبعد: فبعدما كان ورد لطنجة على يديك مساجين أهل مراكش المقبوضون في قضية الطبيب موشان القتيل بمراكش، جاء نائب الفرنسيس في ردهم للصويرة ليكون بحثهم بها على يد القنصل المكلف بالقضية، وقد اقتضت المصلحة المساعدة على ما ذكر، وأمرنا خديمنا النائب الحاج محمَّد الطريس بتوجيه المساجين المذكورين بحرا إليك صحبة من يعينهم لمصاحبتهم، ونأمرك أن تقبلهم وتختلى بهم بنفسك حتى تستوعب كلامهم وتستخرج ما في بواطنهم لتكون على بصيرة ثم تدعهم السجن، وإذا كتب لك خديمنا المذكور بالتنبيه على ما تسلكه في شأنهم بما يثبت أقدامهم عند مباحثاتهم، فنأمرك أن تجرى في ذلك على ما تقتضيه المصلحة