"خدامنا الأرضين أمناء الوضع بمرسى الدار البيضاء المحروسة بالله، وفقكم الله وسلاما عليكم ورحمة الله وبعد وصل كتابكم بشرح الواقع هنا كم من رعاع مديونة وأولاد زيان وأنكم قائمون على ساق في ترتيب العسة لحراسة الديونات وخزائنها وصار بالبال، فقد بلغ ذلك لشريف علمنا وأمرنا فيه بالمتعين، ولتردوا البال لصيانة الديوانات والخزائن، والسلام في ٢٧ جمادى الثانية عام ١٣٢٥".
وقد عاث المذكورون بأطرافها وقتلوا عددا من النصارى خارجها بسبب جلوس مراقب فرنسى مع أمناء مرسى الثغر المذكور للمراقبة على المداخيل المعينة لهم التي هي ستون في المائة من مَدْخول المراسى كما ينبئ عن ذلك ظهير شريف عزيزى دونك نصه بعد الافتتاح.
"خدامنا الأرضين أمناء الموضوع بمرسى الدار البيضاء، وفقكم الله، وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد: فنأمركم أن تكونوا تدفعون للأمين الطالب العربي بن كيران ما يتحصل لجلب المخزن في مدخول الأربعين في المائة السالمة له كل يوم بيومه، وأن تكونوا تعلمون جنابنا العالى بالله في كل أسبوع بقدر ما حازه فيه وأن يكون ابتداء إجرائكم هذا العمل من يوم التاريخ الذي هو الثامن والعشرون من رمضان هذا، والسلام في ٢٨ رمضان عام ١٣٢٦".
وهذا القدر عليه كانت وقعت المصادقة من الجناب العزيزى والدولة المقرضة له دولة فرنسا, ولم يزل عتو أولئك الغوغاء يتفاحش حتى أوجس القنصل الفرنسى بالثغر المذكور في نفسه خيفة اضطر بسببها إلى إنزال بعض عسكرهم من مركب حربى كان لهم هناك، فلما نزلوا تعرض لهم بعض أهل الطيش بالضرب، وجرحوا منهم كبيرا وخمسة أنفار من العسكر، على ما سيمر بك إيضاحه.
وكانت المدة التي وقع الاتفاق بين السلطان مولاى عبد العزيز وبين الدولة الفرنسية على جلوس أحد الفرنسيين مع أمناء الديوانة بصفة كونه مراقبا خمسة أعوام حسبما وقع التصريح بذلك في ظهير عزيزى شريف دونك لفظه: