"خديمنا الأرضى القائد عبد الرحمن بركاش وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله، وبعد فلأجل مصلحة تحسين خدمة المرسى وزيادة الضبط في عملها اقتضى نظرنا الشريف على وجه الاختيار تنفيذ إجراء عمل المراقبة بالفعل على يد أرباب القرض الفرنسوى البخاري بجلوس أحد الأعضاء منهم بالديوانة السعيدة مع أمنائها لمدة خمس سنين من تاريخ الشروع في العمل، وقد أصدرت شريف أمرنا للأمناء المذكورين بقبوله للجلوس معهم وتمكينه من التصرف على مقتضى ضابط خدمته وعليه فنأمرك بقبوله لذلك والكون منه على بال وشد عضه فيما يتوقف عليه من أمور تكليفه الراجعة لخدمة المرسى، وضبط جميع أعمالها، والسلام في ١٠ جمادى الأولى عام ١٣٢٥".
ثم ثار كمين الفتن ولم يزل شرر شره يتطاير إلى أن عمد ذات يوم لفيف من تلك القبيلة الباغية المتمردة لشاطئ البحر، حيث يبنى المرفأ لمرسى ثغر الدار البيضاء الذي كان وقع الاتفاق على بنائه بين السلطان أبي فارس عبد العزيز وإحدى الشركات الفرنسية، وذلك لما رأى السلطان أن من المصلحة العائدة على بلاده وتوسيع نطاق تجارة رعيته وغيرها ممن يتجر بها من الدول الأجنبية الأوربية النازلين بإيالته، بناء المرفأ لتلك المرسى بناء نظاميا على الطراز العصرى، وبكل أسف فإن القابض على زمام إدارة الحكومة لم يتخذ فيما رامته الاحتياطات اللازمة لردع المفسدين وكسر شوكتهم بترشيح رجال حنكتهم التجارب للوقوف على تنفيذ ذلك الأمر المهم كما يجب، بل عزلت باشا ذلك الثغر الذي كان يعرف من أين تؤكل الكتف، وعينت خلفا عنه أبا بكر بن بوزيد السلوى، فحقد المنزوع وتجرد لإغراء إخوانه على إيقاد نيران الفتن وتشويش راحة البلد فأجابوه لذلك، والباشا الجديد أخلد إلى العجز، وأظهر غاية الجبن، وأبان عن عدم لياقته وكفاءته لما رشح له.