ولم يتم أمر ذلك حتى جاءت الدولة الحفيظية، وتخلى الخليفة المولى الأمين عن وظيف الخلافة، وولى مكانه أبو عبد الله محمَّد الأمرانى آتى الترجمة، وفي مدة توليته تمت المسألة ووقع الأداء بطنجة.
هذا وأما أبو زيد عامل البلد المذكور فقد ألقى عليه القبض وثقف على ظهر الدارعة "كليلى" عقوبة له على ما أجرم ثم سرح بعد.
ووقع القبض على بعض النهاب، وأعدم البعض منهم حينا ودفن ما يزيد على ثلاثمائة من المسلمين، ووجد بين الأسوار وتحت أطلال الهدم والردم والجهة التي خرقت عدد عديد من الجثث.
ثم بعد التطهير بالحريق ابتدئ في تنظيم أمور الديوانة، وكان المتولى للأمر إذ ذاك (الكمندان منجان) وعلال بن عب الطنجى خليفة الخليفة السلطانى المذكور.
وأما السور الجديد -الذي ذكرنا أن الناس التجأوا إليه لما دهاهم من ضرب الدوارع الحربية ما دهاهم- فهو عبارة عن فسيح يحتوى على عدة هكتارات محاط بالسور من جهاته الأربع، بها أبراج محكمة البناء كان بناه السلطان المقدس مولاى الحسن وقصده أن يتخذ قصبة تختط بها دور الأجانب الأوروبيين النازلين بذلك الثغر من قناصل وتجار وغيرهم سعيا وراء جلب الراحة إليهم، وإبعادا لهم عمن يخالفهم في العوائد ويباينهم في الذوق، إذ لا تتم الراحة للإنسان إلا بجعله مع مجانسه وملائمه وتمكنه مما اعتاد على الطراز الذي ألف من غير منتقد ولا مشغب وكان بناؤه إياه على يد الأمينين محمَّد بن سعيد المعروف بالكدر، ثم الحاج عبد الخالق فرج محتسب الرباط الشهير بالمواقف والمناقب والغيرة الوطنية والصدق والإخلاص والأمانة، ثم لما مات السلطان البانى ولم يتم ما كان أراد بقى المحل معدا لتخييم الجيوش المخزنية وقتما مرت بذلك الثغر، وقد تتفسح فيه أهل