للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باقية لهذا العهد بأرض خيبر من ناحية جبل زرهون تعرف اليوم بقصر فرعون، هـ. من خطه (١).

وقال بعد هذا: وبأسفله -يعنى جبل زرهون- على اثنى عشر ميلا من مكناسة بموضع يقال له تازجا أثر بناء عتيق ضخم يسمى قصر فرعون، وكان ثَمَّ سوق غبار يجتمع فيه يوم الأربعاء، وتنسب هذه السوق لَوَلِيلَى، ويذكر أن وليلى كان ملك الروم وكان له هناك تلك المدينة، وهى كانت حاضرة تلك البلاد كذا ذكره بعض المؤرخين (٢).

ولما استولى الفتح على المغرب شمل مدينة وليلى وغيرها وبها نزل السيد الطاهر النقى التقى إدريس بن عبد الله رضى الله تعالى عنه على شيخ أوْرَبَة حسبما هو مذكور في تاريخه من خطه (٣).

قلت: تازجا ضبطه ابن غازى بفتح الزاى، ومدينة وليلى رومانية فتحها سيدنا عقبة بن نافع عام اثنين وستين، واعتنق أهلها الدين الإسلامى على يد والى سيدنا عمر بن عبد العزيز عام مائة، ثم استقلوا أيام العباسيين وقام بالأمر عبد المجيد الأوربى إلى عام اثنين وسبعين ومائة سنة، وفيه نزلها مولانا إدريس بن عبد الله الكامل ثم بنوه من بعده إلى أن تغلب موسى بن أبى العافية عام خمسة وثلاثمائة، وفى عام خمسين وأربعمائة دخل أميرها مهدى بن يوسف الجزنائى في طاعة يوسف بن تاشفين، وبقيت في طاعة لمتونة إلى عام واحد وأربعين وخمسمائة، فحاصرها عبد المؤمن بن على الموحدى ولما تمكن منها طمسها وخرب آثارها.

وفى عام أربعة وخمسين وخمسمائة جدد بالقرب منها حصنا سماه تاقرارت، كذا وقفت عليه بخط بعض عدول أعلام مكناسة الأثبات، وسيأتى لنا مزيد كلام ونقد في ذلك، وكون البلاد كانت ديار كفر إلخ، لا يخالف ما سبق من كون مكناسة بربرية، لأن أنواع الكفر التي ذكرها كلها كانت موجودة في بربر هذه البلاد.


(١) الروض الهتون - ص ٥١.
(٢) الروض الهتون - ص ٦٩.
(٣) الروض الهتون - ص ٦٩ - ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>