للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول ابن غازى: وكانت البلاد -يعنى بلاد مكناسة وما والاها وما هى منه من بلاد المغرب الأقصى هذا هو المتعين في محمل كلامه بقرينة قوله: قبل فتحها إلخ، لأنه أشار به للفتح الذى كان في صدر الإسلام، إذ هو الذى كان فيه أهل البلاد على ما وصفهم به وهو كان عموميا في المغرب الأقصى لا في خصوص مكناس، وبقرينة قوله وحاضرتها إلخ لأن مسمى مكناس لم يكن في القديم قطرًا ولا جهة متسعة فيها الحواضر والبوادى والقواعد وغيرها، وإنما مسماه بلاد مخصوصة في مساحة معينة ذات قرى بعضهم يطلق على جميعها اسم المدينة كما تقدم عن ابن الرقيق وغيره، وبعضهم يتسامح فيطلق على كل قرية مدينة كما يقع ذلك في القرطاس وغيره، وبعضها لا يسمح لها بواحد من الإطلاقين كما يأتى عن ابن غازى، وذلك باعتبار تقلبات الأحوال عمارة وخرابا ولما سبق من أن مكناسة سميت باسم مختطيها وسكانها ولا قائل بأن مدينة وليلى بناها مكناسة ولا سكنوها بل سيأتى أن مكناسة بمعنى القبيلة هى التي خربت أولا مدينة وليلى.

فإن قلت قول ابن غازى من قطر مكناسة وضواحيها جبل يقال له زرهون وبأسفله على اثنى عشر ميلا من مكناسة بموضع يقال له تازجا، أثر بناء عتيق ضخم يسمى قصر فرعون ويذكر أن وليلى كان ملك الروم، وكان له هناك تلك المدينة إلخ، صريح في كون مكناسة قطرًا من قوله من قطر إلخ، وفى كون زرهون ومن جملته وليلى منه لقوله ومن ضواحيها إلخ، فإن ضواحى البلاد جهاتها.

قلت: لا صراحة في ذلك ولا متمسك فيه أصلا، أما قوله قطر مكناسة فليست الإضافة فيه بيانية، وإنما هى على معنى في أى من القطر الذى فيه مكناسة بقرينة قوله: على اثنى عشر ميلا من مكناسة، وأما قوله: وضواحيها فإنه تصحيف والذى في نسخة عتيقة ونواحيها بالنون أى جمع ناحية وعليه فالأمر واضح، إذ النواحى بمعنى الجهات، وهى ظرف متسع لا تعيين فيه. وعلى فرض

<<  <  ج: ص:  >  >>