أنه لا تصحيف فيه وأن الواقع في النسخ كلها وضواحيها بالضاد نقول: إنه لا حجة فيه لأن الضواحى لها إطلاقات منها النواحى وحينئذ فالنسختان متوافقتان، ثم بعد كتبي هذا وقفت على نسخة "الروض الهتون" التي بخط مؤلفها فإذا فيها ما، لفظه: من نظر مكناسة وضواحيها جبلا كبيرًا إلخ فانزاح الإشكال من أصله وظهر أن النساخ صحفوا نظر بقطر، وعليه فمعنى كون جبل زرهون من نظر مكناسة أنه تابع لها، ثم إن كلام ابن غازى في غير موضع مبين للتغاير بين مكناس وزرهون، من ذلك قوله: في قصر فرعون الذى هو من جملة جبل زرهون أنه على اثنى عشر ميلا من مكناسة إلخ، فهو ظاهر في مغايرة ما هو من زرهون لمكناسة بل وصريح في مغايرة قصر فرعون الذى هو مدينة وليلى عنده لمكناس.
ويعضد ذلك أيضا قوله وهى، أى وليلى كانت حاضرة تلك البلاد انتهى فإنه مبين للمراد من عبارته الأولى أعنى قوله: وحاضرتها إذ ذاك مدينة إلخ، وأنه لم يرد بها بلاد مكناسة بالخصوص بل هى وما جاورها ويعضده قوله قيل ولم تكن مكناسة في القديم ممدنة وكانت حوائر إلخ، فإنه صريح في أن مسمى مكناسة مغاير لحاضرة البلاد مدينة وليلى ويعضده أيضا قوله قبل ذلك: إن مكناسة هى كما وصف ابن الخطيب إذ يقول:
وكفاك شاهد حسنها وجمالها ... أن أوثرت بالقرب من زرهون
فهو اعتراف منه ومن ابن الخطيب بأن زرهون ليس منها وإنما هو قريب منها وهو كذلك، ويعضده أيضا قوله: قيل ولم يكن لهذه الحوائر قديما مدينة مسورة إلخ، فهو كالصريح في أن ما كان قديما ممدنا مصورا وهو حاضرة البلاد وليلى ليس من مكناسة إلى غير هذا من نصوصه ونصوص غيره الدالة على المراد، وأن زرهون ووليلى أعنى قصر فرعون لا دخل لهما في مسمى مكناسة، وحينئذ فلا يشكل قوله أولا وثانيا أن مدينة وليلى هى حاضرة البلاد على ما تقرر -والعيان