للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى سنة ست وسبعين وستمائة نزل عليها أسطول البرتغاليين فهد أسوارها وخرب أبنيتها وصيرها أثرًا بعد عين وذهب لحال سبيله، ثم نزل إليها سنة عشرين وتسعمائة فأسس بناءها وسماها بلغته الدار البيضاء، وكان اسمها في القديم البيضاء كما ذكره أبو عبيد.

ولم يزالوا بها إلى أن أخرجهم منها السلطان سيدى محمد بن عبد الله سنة أربع وخمسين ومائة وألف، وعمرها بقبائل الشاوية أهل الناحية، ولم يزل لملوك دولتنا من حفدته وبنيه اهتمام بها وبنظائرها من الثغور المغربية وحياطتها شرعا وسياسة إلى الدولة العزيزية.

ولنذكر لك جزيئات على سبيل التمثيل ليقاس عليها.

فمن اهتمامها أى الدولة العزيزية بحياطتها لو وجدت على ذلك أعوانا وأكفاء ما وقفت عليه في ظهائر عديدة دونك لفظ أولها بعد الحمدلة والصلاة والطالع العزيزى الشريف.

"خدامنا الأرضين أمناء مرسى الدار البيضاء، وفقكم الله، وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد: فقد أخبر الأمين الطالب عبد السلام والزهراش الرباطى بأن المهراسين الذين بالبرج اليزيدى أحدهما ملقى على الأرض والآخر بمحل الإشارة خارج البرج على سرير مكسر، وكانت له طبلتان تلاشى فراشهما واندثر بناؤهما بإهمالهما وتراكم الأزبال حولهما من النوائل والبناءات، وعليه فنأمركم بالوقوف على عين المحل الذى به مهراز الإشارة وتنظيفه وتصوينه ورده لحالته القديمة وتجديد سرير المهراسين كما كانا بما يحتاج إليه ورد البال لذلك في المستقبل، وقد أمرنا العامل بالوقوف معكم وشد العضد في ذلك والسلام في ١٧ جمادى الثانية عام ١٣٢٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>