الغد بويع بها للمولى عبد الحفيظ بعد هرج ومرج تركت لغيرى تفصيله، وكان ذلك على شروط مندمجة في عقد البيعة وهى من إنشاء أبى العباس أحمد بن عبد الواحد بن المواز صدر الكتاب وواسطة عقدهم ودونك لفظها:
الحمد لله الذى جعل كلمة الحق هى العليا، وأرشد المؤمنين من عباده لاتباع مقتضياتها أمرا ونهيا، وفضل الأمة المحمدية على سائر الملل والأجناس كما فضل آل بيته الكريم على الناس، وشرف هذا الوجود بمن يرقيه الله من خيارهم منصب الخلافة، فيتبع في الشريعة والعدل والسياسة سنة جده، ويقتفى في ذلك الكرام أسلافه، تصديقها لقوله - صلى الله عليه وسلم - ولاية أهل بيتى، أمان لأمتى.
نحمده سبحانه أن تفضل على المسلمين بالهداية لقبلة الرشاد، والتمسك بحبل التوفيق والإسعاد، والعدول عن مواضع الزيغ والتفريط والعناد، ونشكره أن هدى خاصة الأمة وعامتها لتقليد من يوفى بالعهود الشرعية، ويقوم بحفظ الدين ومصالح الرعية.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذى يؤتى الحكمة من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء.
ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الشفيع في أمته يوم يتميز القاسطون من المقسطين، والحافظون للأمانة من المفرطين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين اجتهدوا في كشف غياهب الضلال، وكانوا يميلون مع الحق حيث مال، ولا يحابون من يتساهل في أحكام الشريعة بحال.
أما بعد: فإنه لما أراد الله تعالى أن يزيح ليل الجهالة عن عباده، وأن يجدد الدين بمن يطلعه شمسا في أرضه وبلاده، ليعود عز الإسلام لشبابه، ويبقى استناد الإمارة العلية إلى سنته وكتابه، وتعلقها من الشرع بأسبابه، تدارك سبحانه