للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجود، وأعز العالم الموجود، واستطارت الأنوار المضيئة للأغوار. والنجود، بمبايعة من يُعيد الله به شمس الخلافة إلى برج شرفها، ويرد به نقطة العدل والحلم إلى مركزها، ويحيى به أثر الخلفاء الراشدين، ومكارم الأسلاف الكرام المهتدين، وهو من حاز من الأوصاف الكاملة غايتها، وبلغ من المزايا الجسيمة نهايتها، فاكتسى العلم لباسا، والشجاعة أتراسا، واتخذ العلم أساسا، والحلم شعارا، والكرم دثارا، والدين قواما، والسياسة الشرعية نظاما، مولانا أمير المؤمنين ابن مولانا أمير المؤمنين الذى جعله الله خير آية ناسخة، وأثبت له في الكمالات قدما راسخة، نخبة الخلافة العلوية، وجوهرة عقد المملكة الإسلامية، المتفاءل باسمه، في حفظ الإسلام ورسمه، أبو المعالى مولانا عبد الحفيظ بن مولانا الامام المقدس بالله سيدنا الحسن ابن ساداتنا الملوك الكرام، المقدسين في دار السلام، لما ألقى الله له في قلوب الخلائق من الحب الجميل، والاعتقاد الذى هو بنصرة الدين كفيل فحبذا من إمام تهتز لذكره أعطاف المنابر، وتتقلد من شريف دعوته بأبهى من نفيس الجواهر، وتستضئ البلاد بإكليل شرفه الزاهر، وتسكن العابد تحت ظله المؤيد الوافر، أبقى الله أيامه، بقاء يستصحب النصر دوامه وخلد له ولأعقابه هذا الأمر الكريم إلى يوم القيامة، فانتدب من وقفت بهم مطية التوفيق، على حضرة الإخلاص والتصديق، وأخذت بهم أزمة السعادة إلى حيث الفوز برضا الله ورسوله حقيق، من جميع أهل فاس الإدريسية، لا زالت مصونة محمية، وسائر أشرافهم ورماتهم وعلمائهم وقضاتهم وكبرائهم ونقبائهم ومرابطيهم وصلحائهم وأعيانهم وخاصتهم وعامتهم وكذلك أهل فاس الجديد، لشمول التوفيق لهم والتسديد، على تقليد الجمع بيعة مولانا أمير المؤمنين المذكور، المختص بالسعد الباهر واللواء المنصور بيعة تؤسس على تقوى من الله ورضوان، ويشهد عقدها الكريم ملائكة الرحمان.

فبايعوه كلهم على الأمن والأمانة، والعفاف والديانة والعدل الذى يشيد

<<  <  ج: ص:  >  >>