للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمجدار كانه، مبايعة شائعة على عقدها الكريم بحكم الوفاق، وعموم الاتفاق، والمواثيق الشديدة الوثاق، وبجميع الأيمان، الصادقة الإيمان، أعطوا بها صفقة أيديهم، ورفع العقيرة بها مناديهم.

وندبوا إليها سائر القبائل التي بنواحيهم، عارفين أن يد الله فوق أيديهم وأمضاها الكل المجموعى والجميعى على السمع والطاعة، والانتظام في سلك الجماعة إمضاء يدينون به في الجهر والسر، والعسر واليسر، والتزموها رغبة منهم وطوعا، واستوعبوا شروطها أصلا وفرعا، وجنسا ونوعا، خالصة صادقة وعدة من الله بالخير لهم سابقة، وسعادة بالحسنى لاحقة، أبرءوا عقدها، وأحكموا عهدها، وعرضوا عليها أفرادا وأزواجا، وزمرا وأفواجا، وناداهم داعى السعادة إعلانا، لقوله تعالى {فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.

وكيف لا وهو المتصف بالكفاية الشرعية التي بينت في كتب الفقه بأن يكون مهتديا إلى مصالح الأمور وضبطا، ذا نجدة في تجهيز الجيوش وسد الثغور، وذا رأى مصيب في النصر للمسلمين، لا تروعه هوادة النفس عن التنكيل لمستوجبى الحدود. انتهى.

فقد جعله الله زمام الأمور ونظام الحقوق والقطب الذى عليه مدار الدنيا وهو حمى الله في بلاده، وظله الممدود على عباده، به يمتنع حريمهم وينصر مظلومهم وينقمع ظالمهم ويأْمَنُ خائفهم قال تعالى:

{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ}. الآية، وقال أبو هريرة رضى الله عنه: "لما نزلت آية أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم قد أمرنا بطاعة الأئمة وطاعتهم من طاعة الله"، وفى الحديث عن مولانا على كرم الله وجهه: "إمام عادل خير من مطر وابل" وفى الحديث السلطان ظل الله في الأرض ورمحه، وفى الحديث من أجل سلطان الله أجله الله

<<  <  ج: ص:  >  >>