للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى الحديث المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن وفى الحديث: "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" وسئل سهل أى الناس خير؟ فقال: السلطان، لأن لله في كل يوم نظرتين نظرة إلى سلامة أموال الناس، ونظرة إلى سلامة أبكارهم فيطلع في صحيفته فيغفر له ذنوبه

وفى السراج ليس فوق السلطان العادل منزلة إلا نَبِىٌّ مرسل أو ملك مقرب.

وقالت الحكماء: أسوس الناس برعيته من قاد أبدانها بقلوبها وقلوبها بخواطرها وخواطرها بأسبابها ولا غرو أن مولانا أمير المؤمنين، الذى انتظمت بيعته في أعناق المسلمين، أجل من صدقت فيه ظنونهم ونياتهم، وتوجهت إليه آمالهم وأمنياتهم، ومدت له الرعية أرمتها، وقدمت إليه الوفود أعنتها، راجين من شريف همته، وكريم عنايته، أن يلبسهم رداء نعمته. وينزلهم ظل كرامته، ويعمهم بسيرة المعدلة، ويشملهم بالحلم والفضل والرحمة المكملة، ويسعى جهده في رفع ما أضر بهم من الشروط الحادثة في الخزيرات، حيث لم توافق الأمة عليها ولا سلمتها ولا رضيت بأمانة من كان يباشرها ولا علم لها بتسليم شئ منها وأن بعمل وسعه في استرجاع الجهات المأخوذة من الحدود المغربية وأن يباشر إخراج الجنس المحتل من المدينتين اللتين احتل بهما ويزين صحيفته الطاهرة بحسنة استخلاصهما، وأن يستخير الله في تطهير رعيته من دنس الحمايات والتنزيه من اتباع إشارة الأجانب في أمور الأمة، لمحاشاة همته الشريفة عن كل ما يخل بالحرمة.

وإن دعت الضرورة إلى اتحاد أو تعاضد فليكن مع إخواننا المسلمين كآل عثمان وأمثالهم من بقية الممالك الإسلامية المستقلة، وإذا عرض ما يوجب مفاوضة مع الأجانب في أمور سلمية أو تجارية فلا يبرم أمرا منها، إلا بعد الصدع به للأمة، كما كان يفعله سيدنا المقدس الحافظ للذمة، حتى يقع الرضا منا بما لا يقدح في دينها ولا عقائدها ولا في استقلال سلطانها.

<<  <  ج: ص:  >  >>