وأن يوجه أيده الله وجهته الشريفة لاتخاذ وسائل الاستعداد، للمدافعة عن البلاد والعباد، لأنها أهم ما تصرف فيه الدخائر والجبايات، وأوجب ما يقدم في البدايات والنهايات، وأن يقرّ بفضله العيون والنفوس، برفع ضرر المكوس، ويحقق رجاء خدامه وكافة رعاياه بالذب عن حرماتهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم وصيانة دينهم وحياطة حقوقهم، وتجديد معالم الإسلام وشعائره بزيادة نشر العلم، وتقويم الوظائف والمساجد، وإجراء الأحباس على عملها القديم، وانتخاب أهل الصلاح والمروءة والورع للمناصب الدينية.
وكف العمال عن الدخول في الخطط الشرعية، وترك ما أحدث من الجمع المستلزم لاستبداد الرؤساء بتنفيذ مراداتهم في القضايا والأغراض لما تحقق والحمد لله من كمال أوصاف مولانا الإمام، واعتماد المسلمين على كفايته في الأمر الخاص والعام.
فهو أيده الله العضب الكافى، ورأيه العلاج الشافى، ومما يقتضيه حسن سيرته وكمال وفائه جميل الصنع بشريف القرابة وتقريب الصالحين، واعتبار مقادير الأشراف وأهل العلم والدين وإقرار ذوى الحرمة على ما عهد لهم من المبرات والاحترام، وظهائر الملوك الكرام، وإبعاد الطالحين، وإخساء المفترين والواشين، ومعاملة المؤمنين، بما تعودوه منه من أسلافه المقدسين، من إيثار العفو والحلم والأناة. وتجديد مآثر الخير في حالة العز والثبات وحسن الظن بسيدنا أيده الله حمل أهل مملكته الشريفة المتيمنين بكريم بيعته المنيفة على أن صدعوا لجلالته بما أثرت فيه مضرته، عالمين أنهم لا يكشف ما بهم إلا عناية مولانا المنصور وهمته، ومستسلمين مع ذلك إلى الله بالقلوب الخاشعة، ومبتهلين بالأدعية النافعة، أن يعرفهم الله خير هذا العقد الكريم بدءا وختاما ويمنحهم بركته التي تصحبهم حالا ودواما، لا رب غيره ولا خير إلا خيره، أشهدوا على أنفسهم بما فيه عنهم عموما