ثم ولى ضاء مكناسة الزيتون والخطابة بجامع قصبتها السلطانية عام أربعة وتسعين ومائتين وألف، وفق ما بظهير توليته ونصه بعد الحَمْدَلة (١) والصلاة والطابع السلطانى الحسنى:
يعلم من كتابنا هذا الراقى في أوج اليمن والسعادة قدره، النافذ بعزة الله في البسيطة نهيه وأمره، أننا بقوة الله وحوله، ومنته وطوله، ولينا الفقيه الأرضى السيد أحمد بن الطالب ابن سودة خطة القضاء بمكناسة الزيتون وزهون، وأذنا له في تصفح الرسوم، وفصل الخصوم، والحكم بينهم من مذهب الإمام مالك بالمشهور، أو بما جرى به العمل عند الجمهور فعليه بتقوى الله ومراقبته، والتحرى جهد استطاعته، وليتذكر وعدا منجزا ووعيدا، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود له أن بينها وبينه أمدا بعيدا، ويعلم أن الله تعالى سائله عما حكم به وقضاه، وأنفذه وأمضاه، يوم لا تملك تفس لنفس شيئا، والأمر يومئذ لله، ونطلب الله تعالى أن يوفقه لما يحبه ويرضاه.
والسلام في عاشر رمضان عام أربعة وتسعين ومائتين وألف.
وأسند له تولية النظر في محاسبة نظار جبل زرهون ومكناس وقفت على إقرار السلطان المولى عبد العزيز له على ذلك، ودونك لفظه بعد الحَمْدَلة والصلاة والطابع السلطانى:
أقررنا بحول الله وقوته ماسكه الفقيه الأرضى القاضى السيد أحمد ابن سودة على ما تضمنه كتاب سيدنا المقدس الذى بيده من الإذن له في محاسبة كافة نظار مساجد مداشر زرهون على نسق محاسبته مساجد مكناس ومسطرتها عندهم إقرارا تاما، وفى خامس عشرى صفر الخير عام اثنى عشرة وثلاثمائة وألف.