فنسأل الله أن يسدده ويوفقه لما فيه رضاه أمين، والسلام في ثانى ربيع الثانى عام ١٢٩٢".
ثم في ثالث قعدة الحرام عام ثلاثة وتسعين -بتقديم المثناة على السين- ومائتين وألف أسند إليه النظر في جميع القبائل المضافة لطنجة وفوض له في قضاة باديتها بالتولية والعزل، ودونك نص الظهير الصادر له بذلك:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه، ثم الطابع الشريف بداخله الحسن بن محمد بن عبد الرحمن، الله وليه وبدائرته:
ومن تكن برسول الله نصرته ... إن تلقه الأسد في آجامها تجم
من يعتصم بك يا خير الورى شرفا ... الله حافظه من كل منتقم
يتعرف من كتابنا هذا أسمى الله قدره، وأعز أمره، وجعل فيما يرضيه سبحانه لفه ونشره، أننا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته.
ولينا الفقيه السيد أحمد بن الطالب ابن سودة خطة القضاء بطنجة حرسها الله وبجميع القبائل المضافة إليها المحسوبة من عمالتها، وأذنا له في تصفح الرسوم، والفصل بنى الخصوم، والحكم من مذهب الإمام مالك بالمشهور أو ما به العمل عند الجمهور.
وفى تفقد أحوال قضاة بادية العمالة المذكورة، وعزل من لم يصلح منهم، وتولية من يصلح فعليه بتقوى الله ومراقبته، والتحرى جهد استطاعته، وليتذكر ما ورد في حق أهل العدل من الوعد بالثواب والجنة، وفى حق أهل الجور من الوعيد بالعقاب والمحنة، وقوله عليه الصلاة والسلام قاضيان في النار وقاض في الجنة، ويعلم أن الله تعالى يراه، وأن جميع أحكامه تعرض عليه في أخراه، ونطلب الله أن يسدده ويوفقه لما يحبه ويرضاه.