بنا وبكم أحسن المسالك، وعلمنا أنك تتشفع لنا بمولانا نصره الله في نقذك مما كلفت به لأنك أتيت على الأمر المحدود وطالبا أن تكون من العلماء الناشرين للعلم بالقرويين إذ هو الأسلم لدينك والأزكى لدنياك، ومستغيثا أن تحشر في زمرة ورثة الأنبياء لا زمرة القضاة، فقد أنهينا ذلك لمولانا نصرة الله ويسر الله في قضاء الغرض، وكتب مولانا أيده الله لنجله وخليفته الأسعد مولانا الحسن حفظه الله بأن ينظر من مراكش فقيها يصلح للغرض المذكور، وقد توجه له كتاب سيدنا أعزه الله بذلك وعلى محبتكم وطالب صالح دعائكم، والسلام في رابع قعدة عام ١٢٨٥، موسى بن أحمد لطف الله به".
ثم عين في جملة من عين من الأعلام للتوجه لطنجة بقصد فصل قضايا الأجانب مع الأهالى.
ثم في سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف ولى قضاء ثغر طنجة في ثانى ربيع الثانى حسبما يظهر توليته ودونك لفظه:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ثم الطابع السلطانى الشريف بداخله الحسن بن محمد وليه ومولاه: يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره، وجعل فيما يرضيه سبحانه لفه ونشره، أننا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، ولينا خطة القضاء بثغر طنجة المحروس بعناية الله الفقيه الأجل الأرضى السيد أحمد بن سودة لما علمناه فيه من الجد والتحرى والوقوف في حقوق العباد، واتباع طريق الرشاد، وأسندنا له النظر في فصل الخصوم، وتصفح الرسوم والحكم بمشهور مذهب الإمام مالك، رضى الله عنه أو ما به العمل، فنعهد إليه أن يراقب الله تعالى في ذلك، وأن يسلك فيه أحسن لمسالك، وأن يقوم بأمره في حق المشروف والشريف، والقوى والضعيف،