وبطرته بخط صاحب النشر ما صورته ما حكاه بقيل من أن سليمان بن عبد الله دخل المغرب ونزل بتلمسان هو الذى عند التنسى في نظم الدر والعقيان، وابن خلدون في كتاب العبر، وابن أبى زرع في الأنيس وأبى عبيد البكرى في المسالك.
قلت: التنسى تابع لابن خلدون، فإن كل ما في كتابه مأخوذ منه إلا أنه لا يسميه، وابن خلدون تابع لصاحب الأنيس فكثيرا ما ينقل عنه ويصرح به ويعتْمده، وصاحب الأنيس تابع لصاحب المسالك فكثيرًا أيضا ما يعتمده وينقل عنه، وصاحب المسالك نقله عن النوفلى عن عيسى بن حيون قاضى أرشقول ولم نعثر على من قال إن هذا كان من الحفاظ فالصحيح المعتمد أن الداخل للمغرب هو محمد بن سليمان كما قاله الحفاظ الثلاثة النسابون: مصعب الزبيرى، وابن حزم، والأزورقانى. انتهى، من خط عم والدنا. انتهى، ما وجدته بخط صاحب النشر طرة المحل المذكور من كتابه المذكور.
وقد رام في "حجة المنذرين" الجمع بين الخلاف في هذا المقام فقال: إن دخول مولاى سليمان المغرب كان صدر القرن الثانى فرارًا من أبى جعفر المنصور، ثم استخلف ولده في عين الحوت ورجع للحجار لأخذ الثأر زمن الهادى العباسى فاستشهد في وقعة فخ، ومن قال: إن مولانا إدريس أول داخل للمغرب يعنى المغرب الداخلى الأوسط فلا ينافى تقدم دخول عمه إلى المغرب الأدنى. انتهى.
وعليه ملاحظات:
الأولى: أن هذا الجمع لا يتأتى على قول ابن خلدون ومن وافقه إن دخوله للمغرب متأخر عن دخول شقيقه الإمام إدريس، ولا على قول مصعب وابن حزم، وابن جرير، والمسعودى ومن وافقهم أنه لم يدخله أصلا.