الثالثة: أن جعله تلمسان وما حوله من المغرب الأدنى خطأ بل ذلك عندهم من المغرب الأوسط، بل تلمسان هى قاعدته كما في "جنى زهر الآس" و" الدر النفيس" وأصله لابن خلدون وغيره، وقد قدمنا ما بين ابن خلدون وغيره من الخلاف في تفسير المغارب.
وفاته: اختلفوا في سنة وفاته، فقيل: سنة خمس وسبعين ومائة، وعليه جرى النوفلى، وابن خلدون، والبكرى، والتنسى، والجزنائى، وابن قنفذ وهو المرقوم في المشهد الإدريسى، وقيل: سنة ست وسبعين ومَائة وبه صدر في "الجذوة" ولم نره لغيره، وقيل سنة سبع وسبعين ومائة وعليه اقتصر ابن أبى زرع والحلبى وغيرهما.
واختلفوا أيضا في شهر ويوم وفاته فقيل: فاتح ربيع الأول وعليه اقتصر في "الدر النفيس" ولم نره لغيره، وقيل: منسلخه وعليه اقتصر في "الجذوة" وقيل مفتتح ربيع الثانى وعليه اقتصر ابن أبى زرع ونحوه للكلبى في "الأنور" وقيل منسلخه وعليه اقتصر البكرى والجزنائى.
وعلى ذلك انبنى قدر مدة الخلافة لهذا الإمام فعلى أن البيعة في سابع ربيع الأول والوفاة في منسلخ ربيع الثانى من عام سبعة وسبعين، وهذا أقصى الأقاويل المتقدمة تكون مدة الخلافة خمس سنين وأربعا وخمسين يوما.
وعلى أن البيعة في أول رمضان، والوفاة في منسلخ ربيع الثانى سنة سبع وسبعين، تكون المدة أربع سنين وثمانية أشهر.
وعلى أن البيعة رابع عشر رمضان والوفاة منسلخ ربيع الثانى سنة سبع وسبعين، تكون المدة أربع سنين وسبعة أشهر وسبعة أو ستة عشر يوما، فالأول على كمال شهر البيعة، والثانى على نقصانه.