للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسهول بأنها كلها مغطاة بالزيتون فإن بعض ذلك بقربه لا زال كما وصف، والباقى لعله كان ثم سقط.

وإنما المنافى لذلك ما نقله شفير عن تيسوا من وصفه بأنه على ربوة مستديرة مستطيلة تمنعها شعبتان عميقتان، فمان هذه الصفات تقرب من المسمى بقصبة النصرانى الكائنة بناحية من الجبل المذكور المكتنفة بين مداشر الهروشى وآيت سيدى حساين وسيدى أقضات -بسكون القاف وفتح الضاد مشبعة وسكون التاء- بل هذه برأس الجبل أشبه حتى إن الحال بها يشرف على بسيط سانس ومدينة فاس من شدة علو موقعها، وكذا وصف قربه من الغابة فإنه بها أشبه، وكذا قربه من السوق المذكورة وهى المسماة بالسوق القديم الواقعة في سفح بل وأعلى باب الرميلة فإنه بالقرب من قصبة النصرانى أمَسّ وكذا تغطية الرُّبَى والسهول بالأشجار فإنه بها أمس وكذا الوصف بالصغر فإنه لائق بها إذ دور سورها المحيط بها يبلغ ستمائة متر واثنين وعشرين مترا تختص كل جهة من طولها بمائتى متر وعشرين مترا وكل جهة من عرضها بشطر باقى العدد المذكور واتساع جدرانها متر واحد وخمسون سنتيمترا.

ولا زال غالب جدرانها قائما إلى الآن بخلاف المعروف اليوم بقصر فرعون فإن دور سوره يقدر بخمس وعشرين مائة متر فهو يزيد على سور قصبة النصرانى بثلاثة أضعافه وشئ.

فائدة: مما أظهره الاكتشاف الحالى داخل محيط سور قصر فرعون هذا أثر سقاية منحوتة في الحجر وقد أثرت فيه كثرة الأوانى التي كان يسقى بها منها أثرا بين الوضوح، وهذا مما يدل على طول العمارة هناك وكثرة السكان، ويوجد هنالك أيضا قوس عظيم من الحجر المنحوت يسمى قوس النصر لا زال قائما إلى الآن والأمير الذى أقيم له هذا القوس هو كراكلة، وبانيه ماركيس أصله فينيقى، وكان على قوس النصر هذا عربة تجرها ستة من الخيل مصورة من النحاس بهيئة كبر

<<  <  ج: ص:  >  >>