للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بناها القوط وبقربها نهران صغيران خروجهما من رأس الجبل، والسهول والرُّبَى كلها مغطاة أى بالأشجار، وقد خربت هذه المدينة وقت تخريب تيوليت أى مدينة وليلى، ولم تعمر لكون الأهالى يحيون السكنى بالبادية دون المدن، وبقربها سوق على ربوة يعمر يوم الأربعاء يقصدها المكناسيون والفاسيون ومن بات بها احترس من كثرة الأسد هـ.

ثم نقل شفير عن جغرافية موريطانية الطنجوية لتيسو أن أثر قصر فرعون هو أثر بولبيس يعنى نواحى وليلى يدل على ذلك كتابتان في حجر قال: وهذا الأثر يوجد في ربوة مستديرة مستطيلة من جبل زرهون وهذه الربوة تمنعها شعبتان عميقتان نحو المشرق والمغرب، وبقربها وادى فرعون يمر نحو الجنوب ويستخرج من هذا الأثر أحجار للبناء منها ما بنيت به باب منصور العلج بمكناس الذى فيه سوارى من الرخام بصنعة عجيبة هـ.

فقول ليون قريب من وليلى إلخ مع قول مرمول على بعد اثنى عشر كيلو مترا من وليلى الخ كلاهما صريح في مغايرة قصر فرعون الذى قصدا بيانه لوليلى التي تقدم أنها هى الزاوية عندهما، وكذا قول شفير عن مرمول خربت هذه المدينة وقت تخريب تيوليت الخ صريح في ذلك أيضا ثم وصف ليون ومرمول لها بأنها على رأس جبل يجوز تنزيله على المعروف الآن بقصر فرعون باعتبار ما سفل عنه من الجبل، فإن من نظر لبسيط قصر فرعون صار في عينيه كأنه على رأس الجبل الذى انحط عنه، وكذا النهران المختلفان فإنهما قد لا ينافيان ذلك التنزيل ويحملان على وادى وليلى والوادى المعروف بوادى الميت، فإنهما بالنظر لقصر فرعون كل واحد يأتى من جهة له ومن رأس جبل في الظاهر، وإن كانا في الواقع متحدين فإن الثانى من أصول الأول وإليه صيرورته ودورانه، وكذا يتنزل على ذلك استخراج أحجار البناء منه فإنه لا زال مشاهدا، وكذا لا ينافى ذلك وصف الرُّبَى

<<  <  ج: ص:  >  >>