{يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٨٥)} [سورة آل عمران]. فمن أمعن النظر واستعمل الفكر ووزن الأديان بميزان الحق والعقل عرف أن دين الإسلام هو الدين، وأن غيره كله لعب وعبث من لدن بعث الله نبينا الذى ختم به الأنبياء، وتقرر لديه أنها كلها باطلة وأهلها للنار.
وقد وقع اختبار الأديان وأيهم أفضل لبعض عقلاء النصارى، وقد نظر فيما عليه المسلمون وفيما عليه النصارى وفيما عليه اليهود فأراد أن يختبرهم من جهة المعقول، فأتى نصرانيا وقال له أى الأديان أفضل؟ دين النصارى أو دين اليهود أو دين المسلمين؟ فقال له النصرانى دين النصارى أفضل، فقال له وأى الدينين أفضل دين اليهود أو دين المسلمين؟ فقال له النصرانى: دين المسلمين.
فأتى اليهودى وقال له أى الأديان أفضل دين المسلمين أو دين النصارى أو دين اليهود؟ فقال له: دين اليهود، فقال له: وأيهما أحسن أدين النصارى أم دين المسلمين؟ فقال له: دين المسلمين.
فأتى المسلم وقال له: أى الأديان أفضل؟ فقال له دين المسلمين فقال له: وأى الدينين أفضل دين اليهود أو دين النصارى؟ فقال له: لا خير فيهما معا.
فالدين القويم هو دين المسلمين، فعرف هذا النصرانى المذكور بعقله أن الدين هو دين الإسلام وأن ما سواه محض ضلال، وأن اليهود والنصارى ليسوا على شئ وقد وقع معنى هذا في كتابنا قال الله عز وجل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ... (١١٣)}. [سورة البقرة].
وها نحن قد أملينا عليك نبذة من الآى القرآنية والأحاديث النبوية والدلائل المعقولية المطبقة على أفضلية هذا الدين القويم، وغيره كله إنما هو في سواء