للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجحيم، وأنت إن خممت مع رأسك وفكرت في نفسك واخترت الدار الآخرة على الدنيا ودخول الجنة على النار، فأنت عرفت سبيلهما، فاتبع هذا الدين الحنيفى وانطق بالشهادتين فإن من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة ولو قالها مرة في عمره، ويدخلها بشفاعة النبى - صلى الله عليه وسلم - فإن له في أهل الكبائر والجرائم والذين نفذ الوعيد فيهم شفاعة عظمى خصه بها ربه في الموقف العظيم، والله إن أنت اعتقدت هذا الاعتقاد ووفقك الله إليه وعلمت ما عمله قيصر من اعتقاده بقلبه وتيقنه به في نفسه حتى تحمد ذلك حالا ومآلا إن شاء الله.

فهذه المسألة الدينية التي نصحناك بها والمسألة الدنيوية هى إذا أنت أحببت الإبقاء على دين الكفر فدين قومك الإنجليز أخف وأيسر عليك من عبادة الصليب، ومتابعة الذين يجعلون لله الولد وينزهون عنه رهبانهم، وأى شئ رأيت في تغريبك عن وطنك وبعدك عن بلدك وخروجك عن ملة أبيك وجدك وتدينك بدين غير دين قومك، وإن كان الجميع على ضلال فدينكم أنتم معشر الريكس أيسر من أولئكم المتوغلين في الكفر، وحتى امرأتك الفرنسيسة التي كانت تحوزك على التعبد بدينها، هأنت الآن افترقت معها، فعلى ماذا أنت باق في جوار الفرنسيس تارك ملتك وادع ملك أبيك وأخيك لغيرك بالفلامك يتملك على جنسك وأنت بالحياة، فوالله ما أحببنا لداركم ولا لمملكتكم يتولى رياستها الفلامك أو غيره، فالغ عنك ما تقدم بينك وبين قومك فإن الصواب معهم في الإنكار عليك بسبب الدين الذى اختلفت معهم فيه، واعتذر لهم وعاودهم وراجعهم، والله لولا أنا أناس عرب لا معرفة لنا بالبحر، أو كان عندنا من يحسن معرفته، أو نستوثق به في الجيش ونطلقه في يده حتى نكاتب الإنجليز ونبعث لك من الجيش ما تدخل به عليهم وتتولى به ملكك.

ولكن مسألة واحدة نعرفك إياها فحاول حتى تنتصل من بلاد الفرنسيس،

<<  <  ج: ص:  >  >>