واقصد لجوبة بلاد البرتقال وها زوجة أخيك البرتقالية اليوم هنالك، ولقد كان لها عند أهل ديوانكم وجه وكلام ومن هنالك تقرب المسافة بينك وبين قومك، وتسهل عليك مناولة الكلام معهم، لكن بحيث لا يكون للافرنسيس بك شعور، وأما إذا عرفوا منك فلا يتركونك ولا يطلقونك لمسألتين: إحداهما لا يريدونك تترك دينهم وترجع إلى دين قومك، والثانية يخافون أنك إذا راجعت قومك ربما تعاديهم وتحاربهم لا سيما حيث عرفتهم وعرفت عزة بلادهم، والملوك دائما تحذر من مثل هذا، وقد نصحناك وأريناك ما يليق بك في دينك ودنياك ووالله ما نكره لك الهداية والرشاد.
وقد بلغنا أنك تروم الوصول إلى رومة، فإياك وأن تحدث نفسك بشئ من ذلك، فإنك إذا دخلتها تحتل بها ولا تطمع في الخروج منها ولا في ملك بعدها أبدا، فعلى كل حال إن أنت راجعت قومك ودينك نجدد معك ما كان بيننا وبين أخيك، ووالله ما زال خديمنا الذى كان عنده يذكر لنا من صوابه وخيره ما أوجب مكاتبتنا لك بنصحنا، وقد أحببنا أن تكون المودة والمراسلة بيننا وبينك فتنتفع بها على كل حال إن شاء الله، والسلام على من اتبع الهدى.
وكتب في النصف من شعبان المبارك عام تسعة ومائة وألف".
ومن ذلك ما وقفت عليه خطابا لملك الإصبان وإليك لفظه:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، من عبد الله إسماعيل المتوكل على الله المفوض أموره إلى الله، أمير المؤمنين المجاهد في سبيل رب العالمين الشريف الحسنى أيده الله آمين، ثم الطابع الملوكى بداخله إسماعيل بن الشريف الحسنى أيده الله ونصره وبدائرته: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا: