للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"إلى عظيم الروم وملك أقاليم إصبانية وبلاد الهند والمتولى أمورها والمتصرف في أقطارها (دون كراوس) السلام على من اتبع الهدى.

أما بعد: فقد بلغنا كتابكم صحبة خديمكم (دون منويل بيردلون) وخديمكم (دون ابيل مسيح) وهو الكتاب الذى وجهتم لنا جوابا عن كتابنا الذى أصدرناه إليكم ووصلكم صحبة الفرايلى قبل هذا وبعد أن قرأناه وفهمنا لفظه ومعناه وألقى إلينا خديمكم (دون ابيل مسيح) ما في خاطركم وما طلبتموه منا من فك هذه المائة من النصارى الذين وقع الكلام قبل هذا، رددنا إليكم جواب كتابكم، ووجهناه مع خدم دارنا العلية بالله كاتبنا ومتولى الخط الأقرب من بساطنا السيد محمد بن عبد الوهاب الوزير، ولولا مزيتكم عندنا ومعرفتنا بمنصبكم ما سمحنا بفراق كاتبنا عن بساطنا لمهمات أمورنا، وأذنا لخديمنا الأكبر الأعز الأشهر أبى الحسن القائد على بن عبد الله أن يبعث معه رجلا من أصحابه، فوجه خديمنا عبد السلام بن أحمد جسوس معاشرا له ومرافقا، وعند الكاتب المذكور قضية دخول جند الإسلام المظفر بالله على نصارى العرايش وفى علمه وعلى باله كان ما كان في ذلك من الكلام والأسباب، وكيفية الخبر في ذلك.

فثقوا به وتعرفوا منه فإنه حفظه ووعاه من أوله إلى آخره لملازمته لبساطنا العلى بالله في سائر أوقاته، ونحن بلا شك كنا أعطينا القول لهذه المائة من النصارى بالسراح، ولكن وقع من النصارى ما اختل به منهم من الأنساب ما يوجب عدم الوفاء لهم بذلك، فمنهم من كان ينادى بلفظ مينا على رءوسهم، ومنهم من لم يرض بخروجهم على ذلك لذلك القول وكاد يفتك بمن دخل إليهم من خدامنا الذين أوفدناهم عليهم، وبعضهم ركب لجج البحر فارا بنفسه حتى أدرك وقتل على الموج، وحاجنا مع هذا كله كبار ملتنا وعلماء شريعتنا وأئمة ديننا بأن قالوا لنا: إن المسلمين كانوا أشرفوا على الغنيمة ساعتئذ ووقع الغلب والظفر،

<<  <  ج: ص:  >  >>