للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يبق للنصارى إلا الموت بالسيف أو بالغرق فلا وجه لسراحهم في الشريعة رأسا.

وكنا في أثناء هذه المدة كلها نتراد الكلام مع هؤلاء العلماء حفظهم الله، وقالوا لنا: هؤلاء المائة يكونون أسارى ويسترقون من كل وجه، كيف وقد أخذوا العرايش من أول وهلة بلا موجب، بل أضغطوا الشيخ ابن السلطان الذهبى وقبضوا عليه حتى أنفقوا عليه أموالا عديدة ومسكوا أولاده بسببها حتى أعطاهم العرايش على ضغط منه وعلى غير تأويل حقيقى في ذلك.

وذكرونا في مسألة غدر أسلافكم بأهل غرناطة وغيرهم بما يزيد على الأربعين ألفا بعد تعدد الشروط على ستين شرطا، ولم يوفوا لهم بواحد منها إلى غير ذلك من الغدر والمكر بأهل غرناطة وغيرهم من أهل الأندلس في كل بلد وقرية بعد بلد وقرية، فألفيناهم ما تكلموا إلا بالحق، وبقينا في حيرة من أجل هذه المسألة من وجهين: الأول لا نقدر نخالف شريعتنا التي هى أساس ديننا، والوجه الثانى ذلك القول الذى سمعه في تلك المائة أحببنا الوفاء به، وأنفت نفوسنا أن يسمع عنا الناس قلنا كلمة ولا نوفى بها، ولولا معاوضة العلماء لنا بهذا الاحتجاج القوى لكنا شرحنا هذه المائة مع الفرائلى وأصحابه الذين أتوكم قبل هذا مسرحين، فلأجل هذا أبصرنا كلام علمائنا في هذه النازلة لابد منه ولا محيد عنه، وأحببنا أن تسمع الناس أنا وفينا في قولنا ولم يلزم فيه حرج ولا معارضة ولا كثرة اعتراض ولم يلزم فيه من حجة الشرع إثم، فأردنا كم تعملون لنا وجه خلاص هذه المائة بالوجه الذى عملناه لكم وأعطيناكم فسحة فيه، وإلا فالمائة المذكورة أرقاء أسارى من جملة إخوانهم.

وذلك أن تعطونا في الخمسين نصرانيا من هذه المائة خمسة آلاف كتاب مائة كتاب عن كل نصرانى من كتب الإسلام الصحيحة المختارة المثقفة في خزائنهم

<<  <  ج: ص:  >  >>