لا باعتبار الآثار القديمة لفقدها بالكلية في الزاوية، وهو موافقون لغيرهم في أن وليلى مدينة أثرية قديمة فلم تجز مخالفتهم لغيرهم بعد إجماعهم معهم على هذا بغير دليل.
ولا باعتبار نصوص من تقدمهم من المؤرخين، ولا يقال إنهم تمسكوا في ذلك بكون الضريح الإدريسى بالزاوية وذلك دليل كونها هى وليلى من جهة أن تملكه وموته كانا بوليلى بلا خلاف، وما وقع للسهيلى من أنه مات بإفريقية يرجع لذلك عند التحقيق لأنا نقول إن من تقدمهم ومن تأخر عنهم من المتأخرين كالبرنسى، وابن أبى زرع والجزنائى، والحلبى، وابن القاضى وغيرهم قد نصوا على أنه وإن كانت وليلى عاصمة ملكه وبها توفى لم يدفن داخلها، وإنما دفن خارجها بصحراء رابطتها.
وبعضهم يقول رباطها وبعضهم يبدل الصحراء بالصحن فيقول بصحن رابطة باب وليلى.
وقد حكى في الأزهار العاطرة تبعا لغيره اتفاق المؤرخين على مضمون ما تقدم وبإضافة هذه الرابطة لوليلى يجاب عن قول ابن خلدون دفن إدريس بوليلى هـ.
فيكون معناه بمحل مضاف إليها والرابطة كما في تاج العروس عبارة عن العلقة والوصلة واسم لجماعة الخيل المرابطة على بلد.
والرباط كما في القاموس يطلق على معان منها واحد الرباطات المبنية، ومنها ملازمة ثغر العدو، ومنها المحافظة على أوقات الصلاة ومنها حديث فذلكم الرباط هـ.
الحاصل من هذا أنه دفن خارجها بصحراء أى بصحن المحل المتعلق بها إما لعبادة يقيمها أهلها به، وإما لملازمة الحراس من غارة العدو عليها.