(مونت مار) ينتظم الأسطول من قطع ٧ فهبت عليه عاصفة فرقت شمله ولم ينجح، وأخفق سعيه في الكرة ثانيا لمصادفة الحال اشتغال ملك فرنسا في حروب داخلية مع فئة (أو كسبور).
ثم أصدر لويز ١٤ أمره سنة ٨٧ بقطع الوصلة التجارية بينه وبين المغرب لأنه كان لا يمكنه أن يحمل التجار الفرنسيين المتعاطين للتجارة بالمغرب على مبارحته وإخلائه لقضاء مصالحهم عليهم بالبقاء به، ورغما عن ذلك فإن التجارة بقيت مستمرة مع ضعف، ونجح تجار الإسبان والإنجليز في ذلك الوقت، وفى عام ٨٨ ألزمهم مولاى إسماعيل بأداء غرامات باهضة اضطر بسببها لويز ١٤ للإرجاع في منع التجارة التي كان حجز بينه وبين الدولة المغربية، وذلك إثر رجوع مولاى إسماعيل من حركة السوس وعادت المواصلة لما كانت عليه، وأصدر مولاى إسماعيل أمره بجمع الأسرى الذين بالمغرب وتوجيههم لمكناس وجعلهم تحت نظره، وهذا أول حجارة وضعت في بناء أساس المودة بين لويز ١٤ وبين السلطان.
ولما حل الأسارى بمكناس بالغ السلطان في إكرامهم وأجزل لهم العطاء وغمرهم في البر، وأسقط عنهم كل كلفة كان يتحملها أسارى غيرهم من الأجناس.
ومع ذلك تأخر عقد المعاهدة في تلك السنة لاشتغال مولاى إسماعيل بمحاصرة العرايش وحرب باى الجزائر.
ثم لم يلبث مولاى إسماعيل أن تكدر جو السياسة بينه وبين فرنسا بسبب حادثة غريبة، وهى أن أحد أشراف المسلمين كان قد أسر ولبث زمنا طويلا بفرنسا إلى أن افتداه مولاى إسماعيل مع جمع من الأسرى، فلما ورد مكناس وردها مجذوم الأنف أصلم الأذنين، فاستاء مولاى إسماعيل مما عومل به ذلك الشريف