للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونفقت في أيامه الزاهرة سلع العلم والأدب، وتوالى الخصب وعم الرخاء، وإلى ذلك أشار أبو القاسم الزيانى في ألفية السلوك بقوله:

في عام جفش تم بدره وصال ... ومهد المغرب سهلا وجبال (١)

وقال للسلاح والخيل اغربى ... من كل حى عجمى أو عربى

وجمع الذعار في الدهالس ... وغيرهم من أرباب المناحس

وجمع العبيد من كل بلد ... جند كل السود لم يترك أحد

وصارت الغنم والذياب ... ترعى بسرح ما لها أنياب

أيامه غزيرة الأمطار ... كثيرة الخيرات والثمار

الزرع والإدام والمواشى ... رخيصة وكل شئ فاش

وطهر الثغور من أهل الصليب ... وعمر الحصون وفق ما يجب

حتى أتاه القدر المحتوم ... في شقطل فحلت الهموم

ولا يخفى ما في هذا النظم من الكسر والركاكة (٢) وإنما سقناه لفائدته التاريخية وشهرة صاحبه.

وكان المترجم يرشح مهرة الطلبة العارفين بنسخ الكتب وضبطها وإتقانها أصحاب الخط البارع من فاس ومكناس وغيرهما من العواصم المغربية لنسخ كتب الأحاجى والروايات كألف ليلة وليلة، والعنترية سيرة عنترة بن شداد وغير ذلك، ويعدد النسخ منه ويفرقها في جيشه وكبراء عسكره ويلزمهم مطالعتها ومزاولتها


(١) في هامش المطبوع: "لم يراع الكسر وإلا فبيعته كانت في متم عام ١٠٨٢ دون نزاع. انتهى. مؤلف".
(٢) أبقيناه كما هو لرغبة المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>