للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النعت والسمت، العلامة الدراكة المشارك، الذى لم يعقبه عن دائرة التحقيق متدارك، الإمام الذى به في كل فن يقتدى، النجم الذى هو ضياء في مشكلات العلوم وهدى، العلم الفرد الذى قصرت عن إدراك شأوه الجموع. العالم الذى انتصبت له في الخافقين أعلام الثناء المرفوع. إمام الفصحاء، وحامل راية البلغاء.

هو البحر لا بل دون ما علم البحر ... هو البدر لا بل دون طلعته البدر

هو النجم لا بل دونه النجم رتبة ... هو الدر لا بل دون منطقه الدر

هو الكامل الأوصاف في العلم والتقى ... فطاب به في كل ما قطر الذكر

ذى الخلال التي تكل عن الحصر. والخصال التي يعترف له بها نبهاء العصر. الجامع لأوصاف الجمال وجمال الأوصاف. الحائز لأصناف المحاسن ومحاسن الأصناف. ذى السر الواضح السامى. أبى الفتح سيدى محمد التهامى بن العارف الأكبر. الولى الأشهر. الذى يحدو بمحاسنه الحاضر والبادى أبى المواهب سيدى حمادى الحمادى.

مذ أبصرت عينى محاسنه ... وشاهدت منه الجمال الجميل

حملت قلبى من محبته ... ما لم يكن يحمل قبل جميل

كيف لا وهو الفصيح الذى إن تكلم أجزل وأوجز، وأسكت ابن السكيت وابن العميد ببلاغته وأعجز، وأخمد نباهة قتيبة وابن قتيبة في علم اللغة والغريب.

وأما السنة والكتاب، فقد أبدى فيهما ملكة مالك وابن شهاب. ولم يشك سامع أنه ابن القاسم أو ابن إدريس. إن توجه لعلوم الفقه بالفتوى والتدريس. بيد أنه هذب بتنبيهاته الحسان كل مختلطة من مقدمات المهرة الأعيان، وإذا تعرض للتصريف. أو انتحى للنحو الجليل. خلته معاذا الهَّراء العفيف. وابن أحمد الخليل. يتصرف في بديع الإنشاء. بما يشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>