إن هز أقلامه يوما ليعملها ... أنساك كل كمى هز عامله
غير أن كلامه في الألباء يسرى مسرى كئوس الصهباء لو قرطت بيواقيته آذان ابن عبد الحميد أصبح في صناعته غير حميد، والحريرى وابن خاقان لما اهتديا إلى جمع المقامات وقلائد العقيان، ما برز في موطن بحث إلَّا برز على الأقران، ولا أجرى جياد علومه إلى غاية إلا كانت مطلقة العنان. إيه وفيه جرى. كل الصيد في جوف الفرا. ضم إلى علمه العمل ووصل مما أراد إلى أقصى أمل، فهو الرئيس الذى به المفاخر تحمد كعبة المجد والوفا والسخا والدين والحلم والفخار المؤيد جرت في بحر محاسنه سفن الأذهان، فلم تدرك قراره، وعجز النظراء والبلغاء أن يخوضوا آثاره.
سما في أهله طفلا وكهلا ... وأحرز كل مكرمة حقيقة
فبالإكرام وإلا كبار حقا ... ترى أبدا سيادته حقيقة
ولكن لا يستغرب من التبر الذهب، ومن معادنها الدرر، والسبط لا بد أن يقفو الأثر.
وهل ينبت الخطى إلا وشيجه ... وتغرس إلا في منابتها النخل
أن يمن بالإجازة على المتمسكين بأذيالكم والمترددين صباحا ومساء على مجالسكم والمقبلين ثرى نعلكم وأقدامكم المسندين لحماكم المنيع واللائذين بجنابكم الأعز الرفيع محمد بن عبد القادر بن أحمد الكلالى الحسنى الشهير بالكردودى، والفقيهين الأجلين أخيكم سيدى محمد وسيدى محمد الطالب بن العلامة سيدى حمدون بن عبد الرحمن بن الحاج السلمى المرداسى، ونحن وإن لم نكن لذلك أهلا فاقبلوا ذلك منًّا منكم وفضلا، عسى أن يهب علينا من نفحاتكم العظمى ما نستوجب به من الله مزيد الرحمى.