فأعزز بها من منحه بين بضة ... رداح وبين جنة قد حوت خلدا
ولا عاذل واش ينم بولينا ... عدا الأعطرين المسك إذ ذاك والندا
كأنا وأفنان الرياض وزهرها ... همام يحلى جنده الدر والنقدا
كان الربى إذ خدد النهر خدها ... بعذب فرات ناضر طيب الوردا
أكف علاها الوشم أو طرس بارع ... يسجله أو أرقم رائد بيدا
كأن الغضا والبان في حركاتها ... بأيدى الصبا صب يميس بها وجدا
ولما تلت أوتارنا آية الهنا ... وباحت بتحليل العناق ولا حدا
وشى بالذى نلنا بالبلابل غبطة ... فصاحت على الأدواح تلتمس الرصدا
فسل لذاك الصبح صلت جبينه ... وأفضت إليها الشمش من رمضها جندا
كأن سناه طلعة الحبر أحمد بـ ... ـن سودة في أفق العلا صافحت سعدا
ولاحت على وجه الخوافق فانثنى ... صقيل الردى من بعد عمته السودا
كما بدت الغراء للدين غرة ... فبان ذكاء لا كنار علت طودا
فأعشى عيون الملحدين شعاعها ... وأمست ممضاة الجفون به رمدا
وأصبح هذا الدهر يزهو مطاولا ... على صدره إذ حله فاقد ندا
وحق له بالجهبذ المرى الذى ... أشاد سنام المجد من بعد ما هدا
ومن بان في أفق المكارم مذ نشا ... هلالا ولكن لا أفول ولا أردا
ومن لم يزل متن الثريا نعاله ... وما فوقها الجوزاء من تحته مهدا
ومن عز بعض من حسان خلاله ... فعز فأضحى في براعته فردا
ولا عجب من نقطة اليم والحيا ... ولا سيما إن كان صيبه جودا