وجيد منصى لا لتزداد بهجة ... ولكن ليبدى حسنه أيما وردا
وطرف كحيل فاتر دون حاجب ... أزج فحيم يرهب العادى الوردا
ومن عجب طعن الجفون وهل سرى ... طعان جفون دون أسيافها قدا
وفرع أثيث حالك بذوائب ... ثلاث يغشى متنها رائقا جعدا
عجبت له يغرى مسامع قرطها ... حديث خدام في خداه لها رأدا
وبالغرة الغرا تردى تولهى ... بوجنته حتى انثنت خلتى رشدا
فقلت لها رحماك يا روح مهجتى ... بصب رهين في جمالك لم يفدا
وكم جاب من فرط الجوى ولواعج ... من الشوق صحصاح الفلا الغور والنجدا
وكم لعجت منه الحوائج والحشا ... ولولا صبيب الغور أنضجت الجلدا
وكم طلق الغمض الثلاث جفونه ... طلاق الحسام العضب يوم الوغى غمدا
وكاد الهوى العذرى ينحو بعطفه ... إلى نحو عرف العطف منك فهل أبدا
فقالت فأبدت منه أنفس جوهر ... فما خلت إلا أنها نثرت عقدا
هنيئا وطب نفسا بدانى احتفالنا ... ودونك بعد البين من وصلنا ودا
رشفنا كئوسا من معين رضابها ... فآونة صهبا وآونة شهدا
ولا عيب فيها غير أن إزارها ... وثير كما بالخير قد وشحت بردا
ومما أثار للفؤاد أنينه ... رنين جمال أو سوار علت زندا
وقد خضبت رخص البنان بعندم ... تمثل دمعى رأد بينونة الغيدا
وأعجب منه ظنها فتبسمت ... بأى نظام خلته الجوهر الفردا
بذات أقاح كان طى لنشرها ... ورثنا الذى أبدى الشر ود له فقدا